بدون مقدمات.. وفي مفاجأة لم تكن في الحسبان.. تماماً مثل ما لم يكن مقالي سوف يتطرق هذا الأسبوع إلى ما سأتحدث عنه اليوم : لولا انني شاهدت المفاجأة بعد منتصف ليلة أمس الأول .. عندما عرضت قناة الاخبارية السعودية مشاهد من مدينتين .. الأولى من حي الكرنتينة بجدة والثانية من حي النسيم بالطائف. الصور التلفزيونية استعرضت الشوارع المليئة بمياه المجاري التي تحولت إلى مستنقعات .. إضافة إلى ما يشبه «الهضاب» من النفايات . وفي وسط الاثنين يسير الناس بأطفالهم بين تلك الأماكن التي «تقشعر منها الأبدان» وتدعو إلى الاشمئزاز .. التلفزيون أجرى حوارات مع شرائح من السكان الذين يعيشون وسط هذه «القمائم» والمستنقعات واستعرض آلامهم وما يتعرضون له من حياة بائسة في احياء أشعر ان أنه لا يليق أن يكون مثلها في المملكة العربية السعودية كدولة نفطية وذات استراتيجية تنموية تهدف إلى تنمية الأرض والإنسان على حد سواء. ولا يمكن ان يقبل بها أي منصف ويسكت عنها أي مسؤول في الجهات ذات العلاقة. ولكن ما أفزعني فوق مرارة المشهد ان وكيل وزارة الشؤون البلدية والقروية الاستاذ يوسف السيف قد أجاب عن سؤال المذيع التلفزيوني في البرنامج حول ذلك الوضع في جدةوالطائف فأجاب بطريقة أكثر إيلاماً . حين تعمد التسطيح في اسقاطات عجيبة وهو يتحدث عن اهمية دور المواطن!! ثم يعود إلى توجيه الاتهام للمقاول الخاص بإزالة النفايات إلى آخر ما جاء في اجاباته التي شعرت من خلالها وكأن الوضع امامه هو من النوع العادي الذي لا يستحق التفاعل!! فهو لم يتحدث عن تقصير امانة جدة ولا بلدية جنوبجدة او بلدية الطائف ومدى مسؤولية هذه الأطراف عن الكارثة التي تحدث عنها أحد المختصين في شؤون البيئة خلال البرنامج وأكد حجم خطورتها على الانسان!! في حين اعترف «السيف» بالواقع الذي يمثله المشهد على الأرض. أما أنا فأعتبرها فضيحة باعتراف رسمي. وذلك اذا ما نظرنا إلى مصدر القضية واعتراف المسؤول وبالتالي : اقسم انني كنت وما زلت أشعر «بالخجل» وأنا أتابع جولة الكاميرا وانعكاساتها لدى الآخرين خارج وطن يجب ان يقدم نفسه بما يتناسب مع حجم ثرواته. [email protected]