محمد معروف الشيباني ليست المرةَ الأولى التي يُعيد فيها الحقَّ إلى نصابه. ولن تكون الأخيرة بإذن الله. يكفي أن يصل الأمر أنظاره، ليأتيك الجوابُ باتّاً حاسماً منصفاً. ذلكُم ابنُ عبد العزيز، عبدُالله السائر وإخوتُه على خدمة الإسلام، كما سبقه أسلافُه، موقناً بصحةِ حديث (لا يصلح آخر هذه الأمة إلا بما صلح به أولُها).. ليترجمه بألّا تصلح الدولةُ إلا بما صلُح به أولُها مِن قواعدِ حُكْمٍ رشيد، والتفافٍ شعبيٍ عريض، لا مدخلَ إليهما إلّا ما التزموه بتطبيق شرع الله وخدمةِ كنزِ كنوزِ الدنيا، ظاهرِها وباطنِها، (الحرمين الشريفين). لم يكن غريباً إذن أن يتجاوب فوراً الملك المحبوب مع تطلُّعاتِ كثيرين متمسكين بأسماءِ بابيْ (الفتح) و(العمرة) بالحرم المكي. أتَتْه الآراء. وكعادته لم يُغفِل منها رأياً. أتَتْه من هذه الصحيفة، ومن قنوات التواصل (تويتر)، ومن غيرها. فأمر بإبقاء الاسمين. نفهم من هذا السياق معاني كثيرة .. أبرزُها: • أن القيادة تقرأ وتتابع الصغيرة والكبيرة. • أنها مستعدةٌ (للإنصاف).. حتى من نفسها. ليس فقط بِتَحري الحق.. بل الأخذ بأحقِ الحق (إعادةِ الأسماء). • تفاعلُها بسرعةٍ مع اهتمامات الناس، عندما تصلها. • تقديمها شؤون الحرمين على ما سواهما، حتى لو كانت (اعتباراتِ الحُكم). تلك قواعد أربعٌ يشهد لها العامة. لكن المطلوب أن يعيها الخاصةُ من مسؤولين وأعوان ليؤدوا أماناتهم كما اختصّهم بها أولو الأمر من ثقة. ولا ينبغي أن تفوت هذه اللفتةُ الملكية المُلهِبةُ لمشاعر الناس وَجْداً ومحبةً لحرمهم الآمنِ وخادمه الأمين، دون أن يبتهلوا لله أن يتغمد برحماته المؤسس عبدالعزيز، الذي اختاره ليكون مفتاح الخيرات لحرميه، وأبناءه الراحلين الذين أدوا أماناتهم، سواء تُوُفوا ملوكاً أو أمراءً. والدعاءُ موصولٌ أن يعين أبناءه اليوم بقيادة مليكنا المفدى على النهوض بالأمة، تَحُفُّهُم بَركاتُ الحرمين أطهرِ بقاع الأرض. يحسدهم، ولا أقول يغبطهم، كلُ حكام العالم أن اصطفاهم المولى لخدمتها. لكنها سُنّةُ البارى :(إن يعلم الله في قلوبكم خيراً يؤتِكُم خيراً). Twitter: @mmshibani