قرأت مجموعة من تلك المقالات التي تتابعت عن جامعة الملك سعود من أستاذ النقد والنظرية الدكتور عبدالله الغذامي, حدث هذا بعد جذب ورد بين الغذامي وأحد وكلاء الجامعة في حدث وقع في إحدى كليات البنات, كان يتحدث عن المرايا وأهمية استخدامها, ويقصد بالمرايا أنها تريك العوج حتى تقيمه, فأخذ هو وظيفة المرايا, لكنه لم يعمل عملها, اعتمد الغذامي في مقالاته السابقة على قالوا ويقولون وحدث لفلان وعلان, وحكم على الجامعة وبرنامج السنة التحضيرية من وكالة يقولون وحوادث فردية عممها على البرنامج والجامعة, لن أجعل التحضيرية وجامعة الملك سعود لوحة الموناليزا التي احتار الفنانون في سر اللوحة وشخصها ذكر هو أم هي أنثى, رغم اتفاقهم على أنها أروع لوحة في العالم, أنا أقر بأسرار في جامعة الملك سعود كأية مؤسسة في الكون, ولن أتفق على أنها أجمل لوحة في العالم, لكن الدكتور يعمل عضواً في هيئة التدريس بالجامعة منذ ما يزيد عن العشرين عاماً, أين هذه المقالات اللاذعة لما كانت الجامعة ميتة, ولم يكن فيها أي أمل للتعديل؟, لِمَ تجرب السنة التحضيرية على بعض الطلاب ثم تكون الرائدة, خير من الوضع السابق لما يدخلها الطلاب أحياء يخرجون منها بلا أرواح, ولِمَ قارن الدكتور جامعة الملك سعود بجامعة الملك فهد هل اطلع على برنامج الملك فهد أو كذلك من وكالة يقولون, ثم إن جامعة الملك فهد رغم أنها كانت متميزة منذ زمن طويل إلا أنها لم تدخل التصنيفات العالمية إلا منذ ثلاث سنوات, والتصنيفات تقيس مستوى الجامعة من خلال الأبحاث والمخرجات العلمية التي تفوقت فيها جامعة الملك سعود, وأنا هنا لا أقلل من جامعة الملك فهد بل أشد على يدها للتقدم أكثر وأكثر, ما أجمل النقد إن كان مضمناً بحقيقة وموضوعية, ذكر الدكتور أنه سيذكر الإيجابيات لكن الذي كتب عنه غير مقبول لكونه محدوداً وغير موضوعي, كيف أطلع الدكتور على نظام الجامعة في التحضيرية, ولِمَ تكلم عن أن الجامعة تعتمد على مال كثير قد يختفي بأي طارئ يجعل الجامعة في مأزق, لم يتكلم عن أوقاف الجامعة, وإن لم تجد الجامعة حتى من أوقافها ما ينفعها فلا حل غير أن يدفع الطالب رسوم دراسته, فالأزمة أزمة في أي مكان وفي أية دولة ولأية جامعة, وفي أرقى الجامعات حول العالم رغم أن الكثير منها جامعات حكومية إلا أن الطلاب هم من يدفع رسوم دراستهم, وبالمناسبة سبق لمدير الجامعة وأن صرح بأن قبول هذه النسبة الكبيرة ليس ظاهرة صحية من الأساس, ونسبة القبول في الجامعات السعودية من أعلى النسب في العالم, وهذا بحد ذاته لا يعد إيجابية, فكثير من دول العالم الأول لا تقبل إلا نسبة معينة والبقية غير المقبولين يشغلون الوظائف الخدمية الأساسية, فلو أصبح الجميع مهندسين وأطباء وعلماء, لما وجدنا بوابين وموظفي استقبال ونظافة وسائقي أجرة,باعتقادي نحن في وقت مباركة الخطوات الإيجابية ودعمها, ونقد الخامل والمتقاعس, لأنه ليس من اللائق أن ننتقد المتحمس ونترك المتكاسل الأحق بالنقد, دع ثورة الجامعة تكتمل ثم ابدأ بالنقد, برنامج السنة التحضيرية حسب معرفتي بها من المسؤولين فيها, هو برنامج جمع خبرات ونجاحات متعددة مختلفة, فليس برنامجاً بدأ من الصفر كما تفضل الدكتور, بل هو معتمد على تجارب سابقة لمؤسسات تعليمية مختلفة, لكن طريقة التطبيق لابد أن تواجه صعوبة بسبب حجم الجامعة وعدد طلابها, كما أن برنامج التحضيرية وضع عام 2012 عام ريادته, ولم يأت هذا العام بعد, مما يعني أن الجامعة على يقين بأن البرنامج ستحيطه العقبات والصعوبات والأخطاء وهذا بديهي, وأتمنى أن نوجه انتقادنا لمن يستحق الانتقاد, والدكتور عبدالله لا يحتاج لمزيد من الشهرة حتى ينتظر مدير الجامعة أن يرد عليه كما يردد ويتمنى أن يرد عليه مدير الجامعة مرات عديدة في مقالاته الأخيرة, وأنا أحترم الدكتور عبدالله كثيراً لكنني أتمنى ألا تكون المقالات الأخيرة عبارة عن تصفية حسابات, كون المقالات جاءت بعد ذلك الاحتدام الذي حصل, وأتمنى للدكتور والجامعة نجاحات تتلوها النجاحات وفقهم الله جميعاً. [email protected]