مشكلة الجوع والفقر ليست بالجديدة في العالم, بل بدأت مع بداية الإنسان ولن تنتهي. ليس هناك مجاعة طبيعية بل مصطنعة, بسبب التلاعب السياسي بتوزيع الغذاء ومنع وصول المساعدات الإنسانية الضرورية وغير ذلك من انتهاكات حقوق الإنسان. نشرت مؤخراً منظمة الأممالمتحدة للأغذية والزراعة (فاو) إحصائية تبين أن عدد الذين يعانون من الجوع حول العالم أرتفع ليصل إلى مليار إنسان وتقول أن الرقم الذي حصدته هو الأعلى. (فاو) قارنت هذا مع ما وصفته بالوضع في الدول المتقدمة حيث تتمتع هذه المجتمعات بثروات أكبر من تلك التي تتمتع في السابق بالرغم من الأزمة المالية, حذرت الوكالة من عواقب هذا الوضع على استقرار وأمن العالم. أكد الخبير الدولي بحقوق الإنسان (اوليفر دي شاتر) أن كل ست ثواني يموت طفل في العالم بسبب نقص الغذاء, أطفال يموتون جوعاً وأطفال يرفهون أين حقوق الطفل؟! أعتقد أن هذا يعود إلى سوء تخطيط المجتمع الدولي في التعامل مع هذه القضية, عندما تصل الأرقام إلى مليارات الجوعى هذا يعني أن العالم لا يهتم إلا أن يحقق لاقتصاده أعلى الأرقام من المليارات وفي المقابل نخسر مليار من الأرواح. وكما قال نبي الرحمة عليه الصلاة والسلام: "من لا يرحم الناس لا يرحمه الله". لو تبرع ملايين الأشخاص بمبالغ ضئيلة من أموالهم من الدول المتقدمة والثرية للتغلب على الجوع والفقر لتغيرت حياة مليار جائع. أين نحن من (أرنيستو جيفارا) الذي نصر الفقراء والمظلومين "لا يهمني أين ومتى سأموت. لا أعرف حدوداً فالعالم بأسره وطني. أن الطريق مظلم وحالك. فإذا لم نحترق أنا وأنت فمن سينير الطريق. كي لا ينام العالم بكل ثقله فوق أجساد البائسين والفقراء والمظلومين" سيظل صدى هذه الكلمات يتردد مادام الظلم والعنف يسود هذا العالم.