بقدر ما جاءت سلاسةُ إنتقال و لاية العهد بقدر ما كانت على نقيضها تنبؤاتُ الغربيين بصعوباتها. ما يجهلونه أن القيادة السعودية (سهلٌ ممتنع)..سهلةٌ إن أدركتَ دواخلها..عصِيّةٌ على الإستكشاف إن وزنتَها بمعايير الغرب. و بالسلاسة ذاتها قُررت أبرز تعيينات قيادية منذ عقدين، كالتالي : • ما كان تعيين الامير سلمان مفاجئاً..بل ضرورة. فالمسؤول الذي ظل لعقود أقوى من الوزراء دخل أخيراً مجلسهم وزيراً للدفاع. • و مآلُ (نائب الوزير) للعسكري المخضرم نائب القائد العام لقوات تحرير الكويت (خالد بن سلطان)، وضع النقاط على الحروف. • كانت المفاجأة فصل (الطيران) عن (الدفاع). و الواضح أن الامير سلمان اختار التخلي عنه للتفرغ الكامل لإستكمال بناء قطاع الدفاع في ضوء التهديدات المتنامية لكيان الوطن. مهمة تستوجب تركيزاً لصياغة إستراتيجية دفاعية ليس عن المملكة وحدها بل عن مجلس التعاون. • استقل (الطيران)، الذي يوصف بالقطاع المهترئ، بهيئةٍ تسنّم رئاستها الامير فهد بن عبد الله على أمل الإفادة من إستقلاليتها بتطوير الإجراءات و تجنب البيروقراطية. • اختيار الامير الصامت الذي يعمل بلا كلام سطام بن عبد العزيز أميراً للرياض، إستمراراً (لمدرسة سلمان للحكم)..و دُعم الأداء بنائب من الرعيل الجديد متمرس بالحكم الإداري المباشر (محمد بن سعد). • أما المفاجأة المشجعة فاختيار أميرٍ لأول مرة رئيساً لديوان ملك أو ولي عهد (سعود بن نايف رئيساً لديوان ولي العهد)..أي نقلةٌ نوعيةٌ في أسلوب الأداء و طريقة التسيير. هممٌ عالية..وطنٌ يتطلع..و شعبٌ يستحق. Twitter: @mmshibani