تبلدت المشاعر اتجاه اقرب الناس لنا ويتملكنا الرعب الحقيقي عندما نجتمع بأحبتنا القلوب قست والضمائر انعدمت والمحبة شاخت وهرمت نقابل بعض بابتسامة صفراء زائفة ..وغيرة قاتلة وحسد مقيت.. لا احترام لكبير ولا تقدير لقريب وأستحوذ عليهم الكراهية والبغضاء نحمل قنبلة موقوتة قابلة للانفجار بأي لحظة ونهرب حتى لا نصاب بشظايا هذا الانفجار ويترك أثر جرحه نعاني منه على مر الأيام والسنين .. ننتظر الزلة حتى لو كانت عفوية حتى ننقض على بعضنا بدون رحمة كأننا أعداء .. لا يربط بيننا دم و لا أخوة ولا حتى ذكرى جميلة جمعت بيننا على مائدة واحدة تساهل الكثير منا بأمرها مبررين ذلك بضيق الوقت ومشاغل الحياة وتباعد المسافات وملهيات العصر رموا وراء ظهورهم عبق الماضي الذي ما زال شذاه الجميل ينثر رائحته مع كل هبت نسيم تداعب خلجاتنا النقية وقلوبنا الطاهرة تذكرني بجلسات السمر الذي كنا نقضيها مع بعض نشكي همومنا ونداوي جراحنا نشارك بعضنا في أفراحنا وأحزاننا نعيش بفن التسامح وصفاء القلوب ونعيش بمنطق الهدوء إن اخطأنا نغفر الذنوب نتصافح بكل ود ونتعانق بمشاعر دافئة لم تكن هناك مسافات ولا حجوزات . اشتاق كثيراً إلى قهوة أمي ورائحة البن الشهية الذي كنا نشمها قبل دخولنا مجلسها تتجمد الدمعة بعيني وينزف قلبي لما يمر تلك الأيام بذاكرتي .. كنا نعيش ببساطة.. ونأكل بنفس.. ونضحك من قلب ..نفتقد وجود بعض فنسارع للسؤال عن سبب غيابنا فالجلسة لا يكون لها طعم بفقد احد منا ..؟ المكان كان صغير ولا يحتمل عددنا وكانت القلوب كبيرة وتحمل الجميع .. الآن المكان كبر.. والقلوب ضاقت وبعدت.. وأصبح سؤالنا عن بعض من اجل مصلحة .! اعلم قطيعتي سبب من أسباب دخولي النار وغضب الجبار وسأعيش وحيدة وغربة مع الروح ولكني لا أتحمل العيش بمثل هذه الأجواء الذي تشع أرجاء البغض والكراهية في ذلك المكان ولا أريد العيش بخوف من أي كلمه أقولها يحسب علي ويسوء فهمي والتحسس من تصرفاتي الطبيعية وتحليلها على حسب ما يريدوا بسوء نية أن كتمنا غيظنا وقدمنا حلمنا اتهمونا بالنفاق والكذب والضعف وإذا عزمنا على الأخذ بحقنا وعدم التنازل عن كرامتنا قالوا مغرور ومتعالي وغير متسامح وحاقد .. اعترف أن حياتي بدون أهلي مظلمة لا طعم لها كيف يكون لها طعم بغير سؤال أب وأم وخال وعمة هل بين ليل وضحاها يتغير الإنسان وممكن ينسى من أحبهم وأحبوه عشرة سنوات ترمى وراء ظهورنا .؟!! ماذا حدث يا دنيا ..؟ أنتِ من تغير وإلا أهل الدنيا تغيروا ..؟