أزمة معاملة أساتذة الجامعة مع الطلاب قديمة, وقد ظهرت في الآونة الأخيرة بعد تفاقهما على السطح, وأصبحت من المسلمات للأسف, حيث يظل الأستاذ الجامعي صاحب صلاحية مطلقة في كثير من الجامعات الحكومية والأهلية, خصوصًا عندما تكون الجامعة بحاجة لخدمات الدكتور, وتعاني من نقص في هيئة أعضاء التدريس الذي بدوره يجعل من هذا الأستاذ بمثابة الابن المدلل دون حسيب أو رقيب, مما يجعل الطالب "الغلبان" تحت رحمة الدكتور, فإن أكثر من الأسئلة الاستفسارية لا يتورع الأستاذ من الرد بأسلوب استهتاري غير مسؤول يقلل من القيمة الأخلاقية المتبادلة بين الطرفين, وإن أبدى رأيًا في أمرٍ ما وضع في قائمة المتمردين, وإن علَّق على تقصير تجاه حقوقه أي الطالب تم وضعه في خانة المهمشين, وبما أن الصلاحيات مطلقة, والجامعة تكون بحاجة وتعاني من نقص, فلا غرابة عندما نرى أستاذاً جامعياً حاملاً لأعلى الدرجات العلمية دون قيود تضبط أدائه وتعاملاته مع طلابه, لأنه أصبح ذا سلطة مطلقة, وكما قيل السلطة المطلقة مفسدة مطلقة, وحقيقة أمر محزن أن يصل بعض الأساتذة الجامعيين لهذا المستوى, إذ المفترض أن يكون على قدر كبير من تحمل المسؤولية التعليمية والأكاديمية, ويعكس الصورة الحقيقية للتعليم الجامعي, لا أن يكون بهذا المستوى والأداء الذي سينعكس سلبًا على الطلاب, ومن ثم نتساءل ما بال مخرجاتنا التعليمية بهذا المستوى ؟! [[email protected]]