كنا في السابق بل ولازال البعض يعيش الهالة المصرية في التدريس بالجامعات والتعليم العام وكان الدكتور أو الأستاذ الأردني له نكهة خاصة بشدته والهيبة التي يحيط نفسه بها وكنا نتمنى وجودهم بشكل أكبر و أن ينتهي التواجد الكبير للأساتذة المصريين أصحاب الملخصات والدكاترة اللي (شايفين) أنفسهم علينا ودائما يذكرونا بأنهم سبب لتطورنا وتعليمنا ومرة يقولون عنا عرب ومرة رجعيين ومرة وهابية وماشية الأمور طالما أننا بالنهاية ننجح .... ومع كل ذلك تجد في أبناء مصر ما يجذبنا لهم ولا يمكن أن تضعهم في سلة واحدة .... ويبدوا أننا تعودنا على ذلك وليس من الأساتذة المصريين فقط ... فالعرب عموما إن رضوا عليك مدحوك وإن غضبوا حملوك حتى احتلال فلسطين ومؤامرات العالم العربي كلها .... مع أنهم لا ينفون عنا التخلف والرجعية... وقد انكشفت الأقنعة باختلاف المبادئ و الرجعية في أساليب التعذيب والقتل ولنا في الزعيم الإعلامي للقومية العربية وكرامة العرب والممانعة وهو النظام السوري وعملائه مثال على التقدم والتطور في قتل العزل والنساء والأطفال والتعذيب.... و لأساتذتنا المصريين كل الإحترام والتقدير كأشخاص ... أما الأداء فهم يهتمون في الحفظ والتنظير والحديث عن تاريخهم واستمروا على ذلك حتى جاءت سعودة التعليم .... وانتقل عبئهم على التعليم الأهلي والجامعي وبدأت تنتهي هالة التعليم المصري وتراجعت حظوتهم ... وجاء عصر الأساتذة الأردنيين بعد التوسع في التعليم الجامعي فالناس يتباشرون بتطور التعليم في الأردن ... وتخيلوا أن أحد الجامعات في السنة التحضيرية وصل عدد الأساتذة فيها أكثر من مائة ... ومع هذا التواجد المكثف بدأت المشاكل ذاتها وكذلك بأن الهالة التي تضخمت مع السنوات عن الأساتذة الأردنيين بدأت تختفي... فغالبيتهم لديهم نفس المنظور عن التقدم والرجعية والشهادات التربوية التي حصلوا عليها أغلبها داخل الأردن وهي بحث و استبانة ونتائج وتوصيات ( وانت ماشي) ولا يقرأ بعدها كتاب عن تخصصه .... وكثرت شكاوي وتذمر الناس وأصبحت الدراسة ملف إنجاز وملخصات انترنت ولا حسيب ولا رقيب... وتظل هذه الرؤية تعتمد على قاعدة التبعيض فالمخلصين والناجحين كثر ... فمتى نجد أستاذا جامعيا وطنيا متواضعا ومطورا لذاته خارجا من دوامة التهديد والوعيد لطلابه و العيش على ذكريات دراسته في الخارج ... وأغلب محاضراته نقد لكل شيء في هذا الوطن ومقارنة .... ولا يعلم أن العيال كبرت والبلد وشبابه تغير وهو مكانك سر... بل لا يدرك بأن أغلب طلابه قد يفوقون مخزونه اللغوي وليس الفكري فقط . همسه : الحديث عن الأفكار وتقييم الأداء وليس موجه لفرد أو شعب. د.سلطان بن فيصل السيحاني