للعمائم شأن خاص في حياة مكة التراثية،وخاصة ما اتصل منها بالحارات وما يمت بالنواحي "الفلكلورية" ، العمامة في الاستعمال المكي تعني ما يتم لفه حول الرأس بصورة أو بأخرى لكن بشكل منضبط مضبط ومتوازن (بعكس بعض الاستعمال الجِدّاوي للفظة العمامة حين يشار إلى مجرد غطاء للرأس يوضع على الرأس دون لفه عليه، أو يوضع على الكتف أو حول الرقبة). والعمائم أنواع.. كان أشهرها بالطبع هو ما ذاع صيته وانتشر استعماله في الحواري.. بدءاً بشيخ الحارة أو نقيبها و أيضاُ "مشاكل" (أباضيات) الحارة ، فكانت العمامة من أساسيات الهندام الرسمي المحلي والحاروي ، و كان قماشها في الغالب أقرب إلى نوع "البريسم" أو الغبانة، وهو من نوع القماش المزركش في لون يغلب عليه الاصفرار. وعند حلول المناسبات العامة مثل الأعياد أوعند مقابلة كبار المسؤولين ، و كان عُمَد الحارة يلبسون أيضاً عباءة (مشلحاَ.. بشتاً)على الكتف، وكذلك كانوا يرتدون حزاماُ عريضاً من قماش مزركش زاه الألوان ، أما ما كان للأقدام فحذاءٌ محلي (شرقي او مديني). يأتي شكل وتركيب العمامة على الرأس متميزاً وذلك بلَفّها على الرأس في شكل مائل قليلاً (مطنقر)على غرار ما يفعله عدد من القطريين حين يميلون العقال قليلاًً فوق "الغترة" ، وعند إحداث تلك الإمالة فإن لابس العمامة يقصد المباهاة وإظهار شيء من الزهو والاعتداد، بل وشيء من التحدي. ثم بالطبع كانت هناك عمائم بيضاء من قماش خاص يشبه قماش "الشاش" كان يلبسه الوجهاء مثل كبار البلدة و مدرسي المسجد الحرام (أمثال السيد علوي عباس مالكي، ومحمدنور سيف، وحسن مشاط، وسعيد يماني، ومحمد العربي الجزائري التباني..) فهؤلاء كانت عمائهم تقتصر على اللون الأبيض ، وحتى شريف مكة كان يعتمر العمامة البيضاء بين مناسبة وأخرى.. بل بين حقبة وحقبة وخاصة خلال فترات السلاطين العثمانيين الذين أرسوا "موضة" العمامة للوجهاء والعلماء..وأيضاً عمد الحارات. وبالنسبة للأباضيات ("مشاكل" الحارة)..فقد اتحذوا موقفاً شبه مفرط في الفخر بعُمّتهم (عمامتهم)..ولا يتردد في "طنقرتها" ، بل كانت العبارة المشهورة بين هؤلاء: "قطع الروص ولا هد العمائم (=قطع الرؤوس/ الموت ولا هدم العمائم) ، أي أن قطع الرأس أهون من تقبل إهانة الاعتداء على العمامة.. مثل لمسها والإقدام على هدم العمامة المرتبة على الرأس. أما البقشة.. فهي نوع من الحزام يقوم لابسه بلفه حول الوسط من قماش من النوع الذي ينسج منه الشال ، ويتم تكوين هذا الحزام القماشي بتطبيقه في طبقات ولفه في أربع لفات حول الخصر في منطقة ما حول السرة.. حيث يتم ربطه في شكل وردة. والبقشة تأتي غالباً في شكل مزركش ملون، ربما من الكتان أو من الصوف أو ممزوجهما ، وبعكس وظيفة الحزام الذي يلبس حول خصر لابس البنطال(حيث يساعد على مسك البنطال وتثبيته حول الخصر ومنعه من السقوط أوالتنازل).. فإن دور البقشة الأساسي يأتي في شقين : مسك الوسط نفسه والخنصر ذاته، ولكي يلم ما حوله من الكرش؛ وكذلك لإضفاء شكل تنسيقي وتجميلي ، ثم إن منهم من أمكنه استعمال الطي الأساسي من طياته منها كجيب يكفي لحفظ بعض صغير الأوراق أو البطاقات..أو بعض النقود والمفاتيح وربما ساعة الصدر..المثبتة بخيط أوسلسال.