لقد تفشت في هذا العصر ظاهرة العنف الاسري والقسوة مع الوالدين والاطفال الصغار الذين هم دون التمييز . وكذلك العنف والقسوة مع خدم المنازل .. وهذه المعاملة تعتبر مذمومة ليست مقبلولة وينبغي ان تكون المعاملة لهم بالرفق واللين والاحسان . فقد ورد في صحيح مسلم ان النبي صلى الله عليه وسلم ان الرفق لايكون في شيء الا زانه ولا ينزع من شيء الا شأنه وان من يحرم الرفق يحرم الخير وان الله رفيق يحب الرفق ويعطي على الرفق ما لا يعطى على العنف وما لا يعطى على ماسواه وحيث انه قد بلغ الأمر ممن لا خلاق لهم ولا رحمة لديهم من العاقين باستعمال العنف والقسوة مع والديهم وذلك بضربهم او طردهم من المنازل مما يضطرهم الى السكن بالاربطة او في دور الرعاية ومن العاقين من سولت له نفس بقتل والديه . فليعلم من يعقون والديهم حق الوالدين بما جاء في قول الله تبارك وتعالى وليعلموا ان عقوق الوالدين من الكبائر ومن السبع الموبقات التي توقعهم في عذاب جهنم وان البّر يقربهما من الجنة.. قال الشاعر عليك ببر الوالدين كلاهما . وبرّ ذوي القربى والاباعد. وقال الشاعر آخر: ما اقبح من عقوق لايراعي كرامة أمه ورضى أبيه وفي هذا الزمن مع الاسف اصبح البعض من الناس يرضي زوجته ويعق أمه وأباه، ويدني صديقه ويبعد اخاه . وهو فعل ممقوت وليس هو من البر في شيء وفاعله ليس لديه شيء من العاطفة ولم يكن له نصيب من البّر. حيث جاء في الصحيحين البخاري ومسلم عن البر من حديث لرسول الله صلى الله عليه وسلم من ان رجلاً . قال يارسول الله من احق الناس بحسن الصحبة قال أمك ثم أمك ثم أمك ثم أبوك ثم ادناك ادناك. ومن حديث آخر قال رسول الله صلى الله عليه وسلم . رغم أنفه ثم رغم انفه ثم رغم انفه . قيل من يارسول الله . قال من ادرك والديه عند الكبر أحدهما او كلهما ثم لم يدخل الجنة. وعلى كل حال فمن الواجب على الابناء يبروا بآبائهم وامهاتهم لكي يبر بهم ابناؤءهم ويكونوا من الفائزين بالجنة وأما ماهو حاصل من العنف والقسوة مع الاطفال فقد صار الاذى ينالهم من والديهم ومن زوجاتهم آبائهم وذلك بتعذيبهم دون رحمة وشفقة. فأين هؤلاء الذين يستعملون العنف والقسوة مع الاطفال وخاصة الاطفال اليتامى. من حديث للامام البخاري بأن رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل الحسن بن علي وعنده الاقرع بن حابس التميمي . فقال الاقرع لي عشرة من الولد ما قبّلت احداً منهم. فنظر اليه رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم قال من لا يرحم ولايرحم. فكيف بمن يعاملون الاطفال بالعنف والقسوة وعدم الرحمة لاشك بأن الله سوف يعاقبهم على ذلك، كذلك بالنسبة لمن يعاملون الخدم معاملة سيئة من قبل مخدوميهم الذين يقومون بتعذيبهم ولا يجعلونهم يحصلون على حقوقهم ورواتبهم بسهولة . وهم الذين قدموا لهذا البلد من بلدان بعيدة وقد تركوا اسرهم وابناءهم في سبيل كسب المعيشة والحصول على لقمة العيش فيجدون الاساءة لهم فمن الافضل اذا كان المخدومون ليسوا مرتاحين من عملهم ان لا يستعملوا معهم العنف والقسوة وانما يعاملونهم بالحسنى والاستغناء عنهم لم يرغب في كفالتهم واعادتهم لأوطاونهم بإحسان دون إلحاق الضرر بهم وايذائهم هذا وان الله يحب المحسنين.