تدرس اليابان اغلاق أكثر من 50 مفاعلا نوويا في أراضيها في أعقاب الكارثة التي أهتز لها العالم، الامر الذي دفع دولا متقدمة الى وقف برامجها (او تأجيلها الى حين) التوسعية الى ان ينم استكمال درس اساليب ونظم متطورة للسلامة خوفا من تكرار حادث مفاعل، واعلنت دولة الامارات العربية المتحدة في خطوة تحسب لها ان مشروعها النووي مستمر، وانه مقام في مناطق احتمال تأثرها بالزلازل المستقبلية ضعيف جدا، وكذا خطت دول اخرى. أما نحن فقد انبرى رئيس فريق التعاون العلمي والمستشار في مدينة الملك عبدالله للطاقة الذرية والمتجددة د عبدالغني مليباري على هامش منتدى البيئة ليقول لنا " نتجه الى بناء 16 مفاعلا نوويا اعتبارا من عام 2022 وان اصل العمل في مدينة الطاقة الذرية وضع السياسات المتعلقة بالطاقة المتوازنة في المملكة وحين يتم الموافقة عليها من المجلس الاعلى سوف نبدا بناء المفاعلات النووية، وان المملكة تدرس خيارات ثلاثة للخروج بنموذج مثالي، ولن تكون القرارات انطباعية، بل ذات منهج علمي تصل الى حد العمق، واعترف بوجود تأثيرات على الراي العام والسياسيين وصناع المفاعلات النووية والعلماء والباحثين" وربما اسهب الرجل في الحديث ولم يفهم منه، لاسباب مختلفة لعل من بينها الحديث لغير ذي صلة، كنت اتمنى ارجاء الحديث عن المشاريع المستقبلية للمدينة الى حين اقرار مشروعها الاساس التنفيذي او التفصيلي. كنت أتمنى أن يكون الراي أكثر حصافة بالاعلان عن مواقع اختيارية عشوائيا لبناء المفاعلات النووية الوطنية، ووجودها في مراحل الدرس، للايضاح وعدم اهمال الراي العام، وكنت اتمنى ان يكون الايضاح من اصحاب العلاقة معالي الرئيس او احد اصحاب المعالي النواب، كنت اتمنى ان يكون الامر ملامح رؤية سياسية اقتصادية عملية وطنية خصوصا وانه مر عام اويزيد على تاسيس المدينة واستراتجيتها الرئيسه لم تعلن بعد، كنت اتمنى منهجا اعلاميا يقسر الاسباب ويقيم علاقة ود مع الاعلام بعيدا عن البدء بمؤتمرات صحافية تستهلك الوقت ولا تقدم التطلعات والاهداف. كنت أتمنى لو أن الامر اقتصر على الايضاح والتلميح حتى لا نعيد تكرار نقص المعلومات الاساسية لصناعة النفط، تلك اتجاهات وطن كنت اتمنى الاهتمام بالظهور الاول، معذورة هي صحافة أفرادها لا يعلمون ابعاد الصناعة المقبلة، لعدم وجود مختصين في سبر اغوارها، ومع ذلك اعترف ان الدكتور مليباري من الكفاءات الوطنية في تخصصه، وأعلن محبتي وتقديري لمعالي رئيس مدينة الملك عبدالله للطاقة النووية الدكتور هاشم يماني ( اختلفنا واتفقنا مع الدكتور فواز العلمي متعه الله بالصحة والسعادة على سعة افق الدكتور يماني ومحبتنا له وسنظل فخورين وهو صاحب فضل علي شخصيا) واحترامي لأصحاب المعالي النواب، واتمنى درس الرؤية الاعلامية الموازية لتأسيس المدينة وتحقيق الغاية من وجودها مع " الانسان " وتطلعاته المستقبلية للشعب والوطن.