ليس أجمل من الحديث عن التجديد للعهد مع الله، وعلى طريق تجديد الحياة إشارات عدة نكملها: لا تنس الزاد: نَمِ شخصيتك بأركانها الأربعة: الروح.. بالعبادة والاستقامة، والنفس.. بالتزكية والتهذيب، والعقل.. بالتفكر والتأمل، والجسم.. بالرياضة التدريب. كن صلدا :لا تحطمك أمور تافهة، واجعل من كل عقبة حجر تصعد به درجة، إلى المعالي الوارفة. غذ عقلك وقلبك: بالقراءة والاطلاع، املأ عقلك لئلا يدخله ما ساء وما سلب، وبذكر الله أشغل قلبك لئلا يصبح كالبيت الخرب. أتقن السحر الحلال: أرسل ابتسامتك من داخلك، وكن بشوشا لكل من قابلك، فالابتسامة سر السعادة، فلا تحرم نفسك، فالخير لك. أحرص على الجوهر: اهتم بآخرتك تنصلح لك دنياك، واهتم بمخبرك يصلح لك مظهرك، وامسك عليك لسانك فهو شر بلاياك ... وأطلقه فيما ينفعك عاجله وآجله يسرك. كن طموحاً: لتحصل على الأفضل.. فكر فقط في الأفضل، وابذل الغالي والنفيس وعلى نفسك لا تبخل، ولا يكفي لذلك رغبة فقط.. بل عزيمة واستعداد، فبكل ما في وسعك ابدأ الآن ولا تؤجل. اقتد بحاتم: عود نفسك البذل، فهو طريق ستر العيوب، وحاذر أبواب البخل، وببذر حلو الكلام كن دءوب. اختر طريقك: إذا كنت في طريق فلاح، فالله سيجزيك، والله سيعطيك، والله سيرضيك بفوز ونجاح. وما أجمل أن نبدأ البداية الجديدة. ونحن نهمس في أذنك ونقول لك: ابتسم للحياة. استنشق عبير العز. تحرر من أسر الكآبة والسآمة. توشح وشاح العزم. اسم بنفسك في المعالي. عش يومك .... نعم عش يومك لا تجعل التفكير في الماضي إلا محفزاً لك في الاستزادة من الخير وذلك بأن تعلم أن التوبة تجبّ ما قبلها، وأن الله يبدّل سيئات التائبين المؤمنين المصلحين حسنات. فانزع عنك أردية الكسل، ومزق أسمال الإحباط، وانهض من غفوتك، وانهض مبكرا لتستمتع بشروق الشمس وزقزقة العصافير، وكن في انتظار اليوم لا يكن اليوم في انتظارك، انطلق بروح جديدة، روح التفاؤل والتحدي. واعلم أن مدار الأمر كله ينصب في خشية الله، وأن النجاح والتوفيق بيد الله، فبادر بدعاء الله بأن يوفقك في هذه الفرصة، ويزيدك تقي وهدىً ونجاحاً وإنجازاً، والحق بسفينة النجاة، وكن نجما في سماء التائبين المنيبين المخبتين.