غياب المعلومة أساس مشاكل التخطيط والعمل والإنتاج، خاصة في الوقت الراهن الذي أصبح فيه بالفعل العالم اصغر من قرية وليس كما كنا نقول ولا نعي أو نطبق، وكل الوزارات والمؤسسات والهيئات الحكومية والخاصة لها مواقع على الشبكة العنكبوتية تتواصل من خلاله مع موظفيها والمتعاملين معها، غير أن عالمنا الثالث ولأسباب عدة لا يمكن أن نعتبر كل قاطنيه يستخدمون الشبكة العنكبوتية، كما أن عدم الثقة فيما ينشر في هذه الشبكة هو مشابه لما كان ومازال يقال عن ما ينشر في الصحف: (كلام جرايد)، وفي عالمنا العربي بل وفي الموروث الإسلامي كانت وما زالت الرواية والمشافهة أكثر تأثيراً وأصدق لدى المتلقي، ومن الطبيعي ألا يكون كل الناس على دراية بالقانون أو الأنظمة التعليمية أو الإدارية أو المهنية، وكيفية معالجة الأخطاء أو حل المشاكل ان حدثت. لذلك عمد البرنامج العام من إذاعة الرياض إلى أدارج برنامج للاستشارات يذاع كل يوم من الثامنة إلى التاسعة ليلاً ثم تتم إعادته بعد ذلك، وقد تم تخصيص كل حلقة لمجال تعتقد الإذاعة بحاجة المستمع إلى إرشاده وتثقيفه وحل مشاكله في ذلك المجال حيث يتم استضافة مستشار مختص يجيب على أسئلة المستمعين، والتي تفاجأ عند سماعك للبرنامج أنها جادة وأحياناً كثيرة يتعدى نفعها السائل، وهذا ما لاحظته في حلقة يوم الجمعة والتي كانت مع مستشار زراعي. لقد أوضحت الحلقة للمستمعين من خلال أسئلة المتصلين أن أبناء المملكة ليسوا فقط من يقطنون فنادق الخمس نجوم أو الذين يعملون في ارامكو أو المالكين لاستراحات على شاطئ البحر الأحمر والخليج، بل مازال التنوع قائماً، ومن المفترض أن يزيد مع نماء البلاد وزيادة عدد السكان. انه دور وخدمة إعلامية احسب أن الإذاعة ملزمة بها بالتعاون مع كل الجهات المعنية في ظل ما قد يحدث من قصور أو عدم الشفافية، وتأكيد من الإذاعة أنها ليست للنخبة وأنها ما زالت مساندة لكل الوزارات في تنفيذ خططها التنموية، وهو ما يستوجب على الوزارات والجهات المعنية بالتنمية والتطوير المهني ونشر الوعي الديني والصحي والبيئي والقوانين المنظمة للحياة العملية ألا تنفق كل مخصصات الحملات الإعلامية على القنوات التلفزيونية الحكومية والخاصة فقط، وإذا كانت تلك الوزارات والجهات المعنية تعتقد أن حرفية العمل الإعلامي متوفرة في القنوات الخاصة فإنه لا يغيب بكل تأكيد عن خبرائها أن ما تدفعه من أموال هو من أوجد الحرفية. إن إذاعة المملكة العربية السعودية التابعة لوزارة الثقافة والإعلام تتحمل مسؤولية ما تقدمه للمستمع، وهي شريك أساس في كل خطط الدولة، وهذا جانب مهم جداً يجب ألا يغيب عن ذهن مسؤولي الإعلام والعلاقات العامة في الوزارات والهيئات الحكومية، وليست كالقنوات الخاصة تقدم ما يريده المعلن لان الإعلام الخاص بني على أسس تجارية وهذا حقهم بينما انطلقت الإذاعة السعودية على أسس إعلامية. [email protected]