* يحكى أنّه كان يعيش في احدى الغابات ثلاثة ثيران ثور ابيض واخر اسود وثالث احمر حياتهم وئام وتفاهم ورأيهم واحد ونفوسهم تسامح وايثار وقلوبهم تفاؤل ومحبة ونظرتهم للمستقبل تكاتف وحيوية لايستمعون الا الى صوت محبتهم لبعضهم يعملون على وحدتهم ووقوفهم يداً واحدة في وجه اعدائهم وخاصة ذلك المتحكم في مصير الغابة وقاطنيها يختار احد حيوانات الغابة ليأكله وينام قرير العين بعد كل دم يسفك وصيحات ألم تنبعث.له مساعدوه الذين يزينون له الامور على انها واجب هؤلاء الضعفاء ان يضحوا من اجله وراحته واشباعه فهو زعيم الغابة امره مطاع وظلمه مباح فهو يملك القوة وحق النقض لكل قرار لايعجبه ويده تطال الجميع ويهابه الكل. ورعم كل ذلك الجبروت والقوة الغاشمة استعصى عليه الثيران الثلاثة ولم يتمكن من اكل أي منهم ورغم قوته إلاّ انهم يفوقونه قوة لاتحادهم.. وعندما أعيته الحيلة لجأ للثعلب المكار والذي هون عليه الأمر ووعده بلحوم الثيران في اقرب وقت... ووجد ان تفريقهم هو الطريقة الوحيدة للقضاء عليهم... وبدأ بأضعفهم الأبيض واخبره انه افضلهم وانه يستطيع العيش لوحده وتكون حياته اجمل ورزقه اكثر ويزداد اعوانه وخدامه فابتعد عن رفيقيه ولم تشفع دموعهما وتوسلاتهما.. وذهب وحيدا ليجد امامه الاسد الذي كان في انتظاره فكان وجبة لذيذة سهلة استمتع بها الزعيم.. وجاء الدور على الثور الاحمر حيث لن تنفع معه نفس الحيلة فجاءه الثعلب واخبره بأن الثور الأبيض اتفق مع الأسد بأن يتركه يأكله على أن يصبحا صديقين.. فخاف الثور الاحمر وطلب من الثعلب الحل الذي قال له لاتخف سأخذك الى مكان آمن والذي وجد فيه الاسد بانتظاره والحقه بصديقه...وهنا جاء الدور على الثور الاسود الذي وجد نفسه وحيدا امام الاسد الذي قال له هل تعرف انك ستؤكل الآن؟ فرد وقال(أُكِلْتُ يوم أُكِلَ الثور االأبيض)!! هذه الحكاية من كتاب كليلة ودمنة تحكي قصة الثيران الذين يختلف عددهم من عصر آخر ولا أحد يتعظ من الفرقة.ثم تأتي الفتنة حيث مئات الآلاف ينطلقون في بلدان عربية يصيحون ويخربون ويدمرون كل مكتسبات مواطنهم..نظرتهم للأمور سطحية ولا تتجاوز ماتحت اقدامهم يوجههم الى الخراب والموت وحين يستيقظون يكون قد فات الآوان ودبت الفرقة والانقسام حسبنا الله ونعم الوكيل.. مكةالمكرمة [email protected]