يحكى أنه كان في الغابة ثلاثة نمور: أحدهم أبيض اللون، والآخر أحمر، والثالث أصفر، قرروا أن يجعلوا بينهم حلفا ويتحدوا فيما بينهم ويكوّنوا (اتحادا) حتى تكون لهم منعة وسيادة وقوة؛ لأن (الاتحاد قوة) وبالاتحاد تقوى شوكتهم ولن يتجرأ أحد خاصة الأسد (زعيم) الغابة على الاقتراب منهم أو مهاجمتهم.. انتشر خبر (اتحاد) النمور في الغابة والغابات المجاورة، وفي كل مكان، وأصبح موضع إعجاب واهتمام الجميع وحديث الكل.. ولم يعجب ذلك أسد الغابة، الذي ضعفت سطوته وتراجعت أسهمه، وأصبح ذكره يأتي تاليا، والحديث عن (اتحاد النمور) يقدم عليه، ففكر الأسد في (تفريق) النمور وتجزئتهم، وأكلهم واحدا بعد الآخر، ولم يجد سبيلا لذلك سوى الاحتيال عليهم و(تفريقهم) ومن ثم تأتيه الفرصة للانقضاض عليهم وباحتيال شديد رسم خطة محكمة، واستغل ذهاب النمر الأحمر بعيدا في أحد الأيام إلى أحد المراعي البعيدة، فذهب مسرعا إلى النمرين الأصفر والأبيض وقال لهما إن الغابة تتكلم عن جمال النمر الأحمر ويقال إنه أجمل منكما، وإنه أشهر منكما ولا يتكلمون عنكما بل بالعكس دائما يطرون على جمال لون وتميز النمر الأحمر، فبدأت الغيرة تدب في رأسي النمرين الأبيض والأصفر وقال لهما الأسد إن الحل موجود لكما عندي، دعوني أهجم عليه وآكله وبذلك لن يصبح هناك نمر أحمر وستتكلم الغابة عنكما أنتما فقط، ولكني أريد منكما عند مهاجمتي له ألا تقفا معه ولا تدافعا عنه. فوافق النمران الأبيض والأصفر على الخطة، وبالفعل هجم الأسد على النمر الأحمر والتهمه، ولم يحرك النمران الأبيض والأصفر ساكنا، وبعد مرور وقت جاع الأسد وفكر في مهاجمة أحد النمرين ولكنه لم يجرؤ عليهما معا فقرر أن يتبع نفس خطته السابقة، وفعلا ذهب إلى النمر الأبيض في غفلة من الآخر وقال له قد تخلصنا من النمر الأحمر ولكن الغابة الآن تتكلم عن جمال النمر الأصفر وعن شهرته وأن لونك قبيح ولا أحد يتكلم عنك فما رأيك أن أهجم على النمر الأبيض والتهمه فلا يبقى إلا أنت وحدك وبالطبع لن تتكلم الغابة إلا عنك، فصدق النمر الأصفر على كلامه فهجم الأسد على النمر الأبيض وأكله دون فزعة النمر الأصفر، ومن غير أن يحرك ساكنا، وبعد أسبوع من تلك الحادثة جاع الأسد فقرر أن يهجم على النمر الأصفر الوحيد ويأكله وبالفعل هجم عليه ولم يستطع أن يقاومه، وقد أصبح ضعيفا، وأصبح وحيدا وبقي (بكل مثالية) مستكينا أمام الأسد وقبل أن يهم بأكله تذكر أمرا مهما فقال النمر الأصفر بكل ندم وحسرة: أنت لم تأكلني اليوم وإنما (أُكلت يوم أكل النمر الأبيض)!! شفرة تأبى الرماح إذا اجتمعن تكسرا وإذا افترقن تكسّرت آحادا