يحكى أن هناك ثيران ثلاثة – أبيض وأسود وأحمر – كانوا يعيشون في غابة، وكان يعيش معهم أسد فكان ذلك الأسد (اللئيم) لا يقدر عليهم لاجتماعهم ولأن قلوبهم على بعض ما أوجد قوة متحدة بينهم، وفي يوم من الأيام قال الأسد للثورين الأسود والأحمر: يا أصدقائي أرى أنه لا يدل الناس والمخلوقات علينا في هذه الغابة الغنّاء إلا هذا الثور الأبيض فإن لونه واضح جدا فأما أنا وأنتم فألواننا متشابهة فيا حبذا لو تركتماني آكله لنعيش في اطمئنان فقال له الثوران هو لك أيها الأسد فكله. وبعد أيام أتى الأسد للثور الأحمر فقال يا صديقي إن لوني مثل لونك فدعني آكل الثور الأسود فتصفى لنا الغابة أنا وأنت، فقال له الثور الأحمر هو لك أيها الأسد فكله.. فلما تخلص الأسد اللئيم من الثور الأسود وأكله وصفا له الجو أخيرا أتى للثور الأحمر مكشرا له أنيابه من بعد ما كان لا يستطيع ذلك عندما كان مجتمعا مع أصدقائه السابقين الأحمر والأبيض قائلا للثور الأحمر إني آكلك لا محالة فنادى الثور الأحمر بأعلى صوته (ألا إني أكلت يوم أكل الثور الأبيض). ففي هذه القصة معانٍ ضمنية ومغازٍ كثيرة لا أتمنى أن نصل إليها بكل معانيها الكاملة وأني لا أخفيكم سرا أن جزءا من بوادرها قد ظهر لي جليا من خلال ما قرأته من قرار لجنة الانضباط بإيقاف أجنبي الهلال رادوي مباراة واحدة فقط رغم ضربه لمحمد نور وتهجمه على الحكم محاولا ضربه بعد أن أخرج له الكارت الأحمر، لولا لطف الله ثم منع زملائه القريبين له، فما حصل من قرار للجنة الانضباط يجب أن تقف في وجهه جميع الأندية المحترفة في دوري زين وترفع عريضة شكوى لمقام الرئاسة العامة لرعاية الشباب مما تفعله تلك اللجنة من قرارات لا تصلح إلا أن تكون كارتونية أو تهريجية أقولها بكل صراحة وشفافية ولن يغضب من الحق إلا صاحب الهوى – وإلا فمثلا المادة 38 من القسم الثاني من لائحة الانضباط بالاتحاد السعودي لكرة القدم تقول إنه في حالة تكرار المخالفات في المواد من 28 إلى 37 تضاعف العقوبة الرياضية والمالية، ونحن نعرف أن اللاعب رادوي تم إيقافه مباراة واحدة بعد مباراة النصر والهلال في قرار وصف بأنه (رحيم) لا يصل لجملة أخطاء اللاعب الفادحة في تلك المباراة. أقول ورغم ذلك هاهو يكرر المخالفة مرة أخرى وبخطأ أشنع ومع ذلك تكرر له العقوبة بإيقاف مباراة واحدة، وأنا أكرر لمصلحة من تلك القرارات، ولماذا تسيء لجنة مثل لجنة الانضباط لفريق الهلال فتضع ذلك الفريق الكبير وجماهيره في بحر (الشبهات)؟!، الرأي العام الرياضي لا يريد (شطبا) كما وقع على لاعبي الجبلين مثلا عندما حاولوا التهجم وضرب الحكم القحطاني قبل أكثر من موسم، ولكن يريد عقوبة تحفظ ماء وجه قوة لوائح لجنة الانضباط، وأن تنفذ كما تم اعتمادها فقط.. فمثلا هاهو حسام غالي يتم إيقافه مباراة واحدة بعد أن (لفقوا) له تهمة الصفع أو اللكم (اختاروا ما شئتم) في حادثة كانت أمام الحكم ولم يتخذ فيها أي عقوبة (والحادثة كانت أثناء صراع على الكرة بين اللاعبين)، وفي نفس المباراة كان حسن العتيبي يرفس أحمد عباس في ظهره، وأيضا يقوم أسامة هوساوي بنفس الفعل بل أشنع مع لاعب نصراوي آخر ولا يطالهما أي عقوبة!! ونحن هنا في مباراة الاتحاد والهلال نشاهد ياسر يلطم وجه الرهيب (قاصدا متعمدا) دون أي لعب للكرة، فلا نجد له أي ذكر في القرار، ومعها يصدر قرار ليته لم يصدر لضعفه ووهنه وركاكته!!.. ولهذا إن لم يتم الطعن في القرار واستئنافه.. أرى أنه آن للأندية أن تصيح كما صاح الثور الأحمر!!