الأحد: بدأت شركات الإنتاج الفني في وطننا العربي الكبير الاستعداد لمسلسلات رمضان القادم..فرحت، وحزنت بهذه الجهود المبكرة التي تبذلها شركات الإنتاج. سبب فرحي هو أن حرب مسلسلات رمضان المنصرم لم تضع أوزارها بعد، ومع ذلك تباشر شركات الانتاج استعدادها بمسلسلات جديدة لرمضان القادم مما يعني ان شركات الانتاج الفني لا تنظر للخلف ، وتنظر للأمام بعكس كثير من المؤسسات العربية - المهمة - التي تنظر للخلف ، ولا تنظر للامام ، وعلى رأسها الجامعة العربية التي تنتظر حصاد مآسي الصومال، والعراق وفلسطين، ولبنان ثم تعلن تحركها، وهي لو عملت على طريقة " شركات الانتاج الفني " لسبقت هذه المآسي ، ووقوعها، وخففت منها إن لم تستطع وقفها، او منعها. وحزنت لهذا التفكير في استقبال شهر رمضان بصرف ملايين الدولارات، والليرات، والجنيهات، والريالات لإنتاج المسلسلات التليفزيونية ، وشراء عشرات الصحفيين ، والنقاد، والقنوات للتصفيق، والتطبيل للمسلسلات، وأبطالها ، ونجومها على مدار العام لدرجة يتمنى معها كثير من المشاهدين لو توقفت هذه الأقلام ، والأصوات عن الحديث. فهل فقدنا السيطرة على انتاجنا الفني ، واصبحنا نُشجّع كل من "هب، ودب" على أن يمثل، ويُغني ، ويستعرض مواهبه، ويُتحفنا بها في شهر رمضان أم شهر رمضان لايتحقق دخوله، وصيامه، والاحتفال به بعيداً عن هذا الحشد المُرعب من المسلسلات ، والبرامج التي تفوق استعداداتنا لتوفير احتياجاتنا من المواد الغذائية الخالية من المبيدات الحشرية، والمواد الكيماوية، والغلاء الفاحش في الاسعار، وهل من حقنا ان نفخر، ونرفع رؤوسنا ان لدينا اكتفاءً ذاتياً وفنياً، وغنائياً، واستعراضياً اكثر مئات المرات من اي اكتفاء ذاتي في المحصول الزراعي، والمحصول الغذائي، والمحصول المائي، والمحصول ، الدوائي، والعلاجي، والوقائي "تماما كما دولة تعاني من الفقر ، والجوع، والمرض ، والبطالة، ولديها عشر قنوات تليفزيونية ، وتشعر بالحاجة الشديدة لإضافة مزيد من القنوات الفضائية، والارضية". الثلاثاء إذا كنت تُحب أن تتخلص من عيوب النفاق في مجالس الكبار فأقرأ معنا هذه الطرفة من تراث العرب.. كان الخيفة عبد الملك بن مروان إذا دخل عليه أحد من ولاته قال له محذراً: أعفني من أربع، وقُل بعدها ما شئت " لاتكذبني فإن الكذوب لا رأي له، ولا تُجبني فيما لا أسألك فإن فيما اسألك عنه شغلاً، ولا تطرني فإني أعلم بنفسي منك، ولا تحملني على الرعية فإني إلى الرفق بهم أحوج". لكن - النفاق - هو الذي يكسب الجولة رغم هذه التحذيرات، وهذه الاشارات، ومن كان لايُجيد - النفاق - وأصوله، وقواعده، وطرقه، واساليبه فإنه مجبر على أن - يتدرب- عليه ، وأن يجتهد في استيعاب اصوله، وقواعده، وطرقه، وأساليبه فيستخدمه متى حانت الفرصة له، ويقيس قدراته، ومواهبه فيه بما سيناله من "قبول" .. أو عدم قبول ، ومن نجاح ، او عدم نجاح، وهذا يعتمد على الطرف المقابل الذي قد "يطرب" لهذا النفاق، أو "يغضب" منه. الخميس: أكثر مما أحب رواية هذه الحكاية الشعبية أحب سماعها.. تقول كتب التراث الشعبي إن ثوراً هائجاً هاجم غابة كانت تضم عدداً كبيراً من الحيوانات ففرّت جميعا من الغابة " بما في ذلك الأسد ".أثناء عملية الفرار انفرد الثعلب بالأسد، وراح يعاتبه عتاباً شديداً على "فراره" من الغابة مع بقية الحيوانات الصغيرة الأخرى..قال الثعلب للأسد: نحن حيوانات صغيرة لا تستطيع مواجهة الثور الهائج ، أو الصمود أمامه ، أمّا أنت فملك الغابة، ويخشاك، ويخاف منك الجميع فلماذا الهرب؟. رد الاسد : هذا ثور، أليس يدرّي أني ملك الغابة؟. وهذا حالنا جميعا مع "الثيران" إذا "هاجت، وماجت" فهرب من مواجهتها، أو الوقوف في طريقها "سواءً كنا اسوداً ، أو ثعالب" .. سواء كنا نملك القوة، أو الحيلة لأن "الثور" له قرون قاتلة سرعان ما يقضي عليك عندما - يتمكن - منك لذلك يكون الهروب هو الحل الأسرع لتفادي "الثور الهائج" الذي لايجوز عتابه على ما يفعل ، كما لايجوز التسامح معه، ويتساوى في ذلك جميع الثيران بمختلف ألوانها، وأشكالها، وأحجامها؟.