يوجد في خريطة حياة كل واحد منا ثلاثة أيام، أمس الذاهب وغداً القادم واليوم الحاضر... هذه الأيام هي أضلاع مثلث الحياة أو قل مثلث الوقت ولن تخطئ عندما تقول مثلث النجاح. قد تعجب عندما أقول لك أن نجاحنا وتقدمنا في الحياة يعتمد وبشكل كبير على طريقة تعاملنا مع هذا المثلث ذي الزوايا الحادة. أمس ماض جميل أو تعيس أو محزن أو مفرح، كل هذا لا يهم لأنه لا وجود له لا حضور له، صورة التقطت بما فيها فلا تغيير عليها. قد تستفيد منه الدروس والحكم والمواعظ لتطبقها في حياتك، لكن لن تستطيع أن تطبقها على الأمس ولا على الغد لأنه لم يأت بعد. وغداً غيب لا تعلم ما فيه ولا كيف يكون ولا إلى على أية حال يقدم، كل ما تملك فيه وتعرفه عنه آمال وطموحات وقد تكون أحلاماً أو أضغاث أحلام... لا فرق بين أن تسعد به أو تحزن منه، لأن كل ذلك ما هو إلا خواطر في نفسك وليست واقعاً بعد، فقد تحزن منه أشد الحزن إلا إنه عندما يقبل عليك وتعيش فيه يكون أجمل أيام حياتك... وقد تطمئن إليه وتستعجل قدومه فترى فيه ألواناً من التعاسة وأصنافاً من الشقاء.وقد لا يكون هذا ولا ذاك ويمر عليك كغيره بدون تغيير أو تجديد. أما اليوم فهو رأس المال وأساس الربح ووقت العمل، بل هو الحياة فأمس ماض مات وغداً قد يسبقه إليك الممات. قاسم مشترك في حياة كل العظماء:(التركيز على اليوم واليوم فقط). دروس أمس تستفيد منها اليوم! آمال الغد وطموحاته تعمل لها اليوم! اليوم تكون أو لا تكون. أربعة وعشرون ساعة فقط عندما تحسن استغلالها سأكون كفيلاً لك بأن تلبغ غاية المجد، وعندما تستغل نصفها فقط فستكون علماً من الأعلام، ولو أحسنت استغلال ساعة واحدة فقط فسيكون لك اسم على جدار التاريخ.