تدور في ذهني حاليا وبصورة جديه فكرة التقدم باطروحة لنيل الدكتوراه عن شارع الأمير ماجد المعروف سابقا بالسبعين وهو شارع رئيسي يربط شمال جدة بجنوبها ويشهد حاليا عملية تطوير غير مسبوقة. وقد عاصرت هذا الشارع منذ افتتاحه قبل خمس وثلاثين سنة وصرت اقضي فيه طوال العشرين سنة الماضية ساعتين يوميا لأنني اعمل دوامين ويستغرق ذهابي للعمل نصف ساعة وعودتي منه نصف ساعة ولو حسبت الفترة التي قضيتها عابرا لهذا الشارع في العشرين سنة الأخيرة لبلغت اربعة الآف وستمائة ساعة وبحساب الأيام ستمائة وثمانية أيام بما يمثل سكنا متواصلا على اسفلت هذا الشارع لاكثر من سنة ونصف على اقل تقدير . وقد شهدت خلال رحلاتي اليومية بهذا الشارع حوادث واحداث منها على سبيل المثال الاختناقات المرورية بمنطقة بني مالك و الحوادث المتكررة بدوار الاصبع ودوار الطيارة وكان لايخلوا يوم من أيام السنة من تصادم صغير أو كبير بدوار أو فرع خدمات لهذا الشارع. كما تميز هذا الشارع بأكبر عدد من الاشارات المرورية حتى انني كنت استعين على هذه الاشارات بقراءة الكتب فاصبحت خلال عشرين سنة من كبار المثقفين وانوي حاليا التقدم لعضوية النادي الأدبي تحت مسمى مثقف إشارة ولم يعان أي شارع في جدة من عمليات فتح البطن وتغيير الامعاء وتسليك المجاري كما عانى هذا الشارع ولعل دكاترة المقاولات يجدون متعة في إجراء العمليات لهذا الشارع فلا يمضي اسبوع من اسابيع السنة بلاعملية كبرى او صغرى في بطن الشارع أو ظهره. كما تابعت التفاصيل الدقيقة لوضع الطيارة ثم ازالتها ولازلت اضع يدي على قلبي كل يوم خوفا من عودة الطائرة مرة اخرى للميدان ولعل احد تجار الخردة يهتم بأمرها ويريحنا منها الى الابد. وقد راقبت مجانا المشاريع الجديدة بهذا الشارع باكثر مما يقوم به مهندسوا الامانة فتابعت اعمال نفق الطيارة وتركيب كوبري غرناطة ثم نفق بني مالك من أول يوم لابتداء العمل وحتى اكتماله ومازلت اتابع ما ينفذ من كباري وانفاق كما تابعت مشروع الشركة الصينية التي تعمل بقرب الجامعة ورأيت الصينيين يعملون وينجزون ولم توقفهم سيول جدة عن العمل بل استمروا في عملهم سابحين بل وواصلوا العمل حتى في العواصف الترابية الشديدة مستعينين بالاشمغة والكمامات ولهم طرق عجيبه في تنظيم العمل ورص الحديد و عمل الصبات. وما ذكرت سابقا يمثل ملخصا لمادة الاطروحة ولكني اتوقع صعوبة في قبولها أكاديميا وعلميا حيث يمكن أن ترفضها جميع الجامعات العربية لأن موضوعها غير مسبوق ولهذا لم يتبق امامي الا التقدم بهذه الاطروحة لوزارة النقل أو لامانة جدة ولكنهم للاسف وحسب معلوماتي لايمنحون الدكتوراه لا الاصلية ولا الفخرية ولا حتى التجارية ولهذا فان الحل الوحيد هو الاتصال بجامعة من جامعات اوروبا الشرقية التي تقبل الاطروحات المدعومة بالدولارات.