عند الانتهاء من كباري وانفاق شارع الامير ماجد بجدة سأطالب الامانة بمبلغ ثمانية واربعين الف ريال مقابل اشرافي اليومي ولمدة سنتين على انشاء اربعة كباري وحفر خمسة انفاق وبواقع الفين ريال بالشهر. والحقيقة انني لم اتعين رسميا للاشراف ولكن طريقي من البيت الى العمل يمر بهذه الكباري والانفاق ابتداء من كوبري تقاطع شارع صاري مع شارع الامير ماجد مرورا بنفق الطيارة ثم كوبري ونفق التحلية ثم كوبري غرناطة ثم كوبري ونفق بني مالك وتننتهي رحلتي اليومية عند كوبري ونفق تقاطع عبدالله السليمان مع شارع باخشب والموكول تنفيذه للاخوة الصينيين ولهذا تابعت يوميا كل تفاصيل العمل وحركة العمال وسلامة المعدات والآليات ولو عينت الامانة مشرفا دائما غيري لما استطاع القيام بما قمت به بل وما قدر ان يراقب المشاريع كلها اربع مرات في اليوم الواحد ذلك لاني اعمل دوامين صباحي ومسائي ولهذا فأنا امر على هذه المشاريع في الصباح الباكر ثم بعد الظهر ثم بعد صلاة العصر ثم جولة مسائية عند عودتي ليلاً الى البيت. وسأصارح القراء بمعلومة لا احب ان تعرفها الامانة حتى لاتحرمني المكافأة وهي انني استمتعت جدا بمشاهدة هذه الانشاءات ومتابعتها حتى انني ركزت انتباهي في احدى المرات على بعض العمال وسهيت عن الطريق فكدت اسقط في حفرة النفق بشارع التحلية وهي بارتفاع ثلاثة ادوار. وقد تبين لي ان العمال الصينين هم الاكثر تنظيما والاسرع انجازا رغم صغر احجامهم وضآلة اجسامهم الا ان الحقيقة ان كل المقاولين الذين حظوا باشرافي اتقنوا عملهم واخلصوا نيتهم فكانت الكباري والانفاق على مستوى عال من الروعة والاتقان. ولايقل المقاولون العرب عن الصينين نشاطا وانضباطا لكنهم رغم قدرتهم على بناء السد العالي وايقاف نهر وادي النيل لم يستطيعوا ايقاف السيل الاخير بوادي بني مالك فملأ حفرة نفقهم بالمياه وتوقفوا عن العمل لعدة ايام ذا ولم اصدق نفسي وانا اعبر نفق الطيارةالجديد فهذا هو نفس الميدان الذي قاسيت منه الامرين طوال ثلاثين سنة يتحول الآن الى متعة للسائقين وتحفة للسعوديين ولا قيمة لكلام المنتقدين ولو تكلموا لعدة سنين. الا ان مايؤرقني ويقض مضجعي ما اشيع من قرب عودة الطائرة الداكوتا الى الميدان ولا ادري هل توقف ابداعنا عند هذه المجسمات القديمة ثم الا تستحق جدة مجسمات ابداعية حديثة تتناسب مع مايحدث بها حاليا من انجازات وتطورات خصوصا أن بجدة وحدها اربعمائة من الفنانين التشكيليين السعوديين. هذا واذا طلبت الامانة تقريرا عن سير العمل بهذه الكباري والانفاق فأنا جاهز لتقديمه على الفور ولكنني لن اسلمه الا بعد استلام المكافأة سواء بالكاش او الماستر كارد وربما اقبل بمنحة ارض في مكان مناسب واذا تم الاتفاق سأدعوا جميع القراء لحضور حفل التسليم والاستلام ليكونوا شهودا لي على الامانة.