تعاني المجتمعات العربية من علل مختلفة ومتشابهة تحد من تطورها، تبدد ثرواتها، تضعف اقتصادها إضافة لمجموعة كبيرة من الفساد الاجتماعي القديم والمبتكر والذي يشتكي منه الوطن في حين أن المتسبب الرئيسي يكون المواطن، هو من يسمح للآخر بسوء نية أو بهبل بأن يأخذ مقدرات الوطن تحت بند الواسطة، المصلحة الشخصية أو غيرها من الأسباب المدمرة التي جعلناها جزءاً من ثقافتنا بحيث قد تفقد الأقرباء والأصدقاء أو تصبح منبوذاً إذا ما كنت من المنضبطين المحافظين على حقوق البلاد والعباد في ما خُلفت عليه من مسؤلية مهما كان حجمها أو موقعها. العلة التي سيتناولها المقال هي تبديد الثروات البشرية لصالح أقلية قد تمارس أنشطتها بانتقام تحت مظلة النظام، هي البطالة التي يسببها شح الوظائف ذات العوائد المناسبة لأبناء مجتمعنا وليس لمجتمع آخر وإلا لماذا نميز الأوروبي على العربي الذي يعادله كفاءة؟ من التهريج أن ندعي أن قطاع الأعمال لا يستطيع استيعاب الكثير من البطالة الموجودة لدينا، بشرط أن يتم الكلام على المكشوف لنُعرف الشركات الحاصلة على عقود، قروض، دعم حكومي ونقيم تكاليفها تقريبياً وحجم أرباحها لنحدد بعدها إذا ما كانت هذه الشركة التي تأخذ كل سنة مليارا ويأكل تنفيذيوها الكفيار في الليل والنهار كيف لا تستطيع تشغيل الصغار؟. لتشغيل السعوديين في أعمال خارج المكتب، بدون شماغ، تكييف ونت، لابد أن تعوضه عنها ببدائل ليست كما يفعل جماعة مايكروسوفت مع موظفيهم ولكن بدائل تجعل هذا الناشئ على حياة لم تؤسسه ليعمل هذه الأعمال أن يتفاعل معها ويحقق بها ذاته المفقودة. قد يكون من الأمور التي نحتاجها لترغيب الشباب في الأعمال المهنية خلال وبعد تأهيلهم توفير التالي: مواصلات جماعية من وإلى العمل، تأمين الزي الرسمي جاهز كل يوم في موقع العمل (إن أمكن)، تفريغه للعمل بمساعدته في إنجاز أعماله الحكومية الروتينية من خلال الشركة، تأمين إعاشة لبعض الأعمال وتوفير الماء والاسعافات الأولية، بعدها نتحدث عن راتب يناسب هذا المجتمع ويقول للشباب هيا إلى الميدان، بدل سكن، تأمين طبي، تأمينات اجتماعية، ترفيه يومي سواء بتأمين اشتراك نادٍ رياضي أو خلافه، حوافز للمجتهدين حتى لا يصبح الكسل مساويا للإنتاجية، كل هذا ونكتشف أن الشركة لم تدفع كفرق أكثر من تكلفة حفلات المحروسة حفيدة الريس. نريد مباحث للعمل والعمال ليكتشفوا بائعي التأشيرات من خلال عدم تشغيل من جلبوهم، مزوري السعودة الوهمية، المتسترين على بلطجية الاستحواذ على الأعمال، مقاولي الباطن الذين يدمرون البناء من الباطن، ولأن الناس أصبحت كما يقول المثل المصري " تخاف متختشيش" فلابد من فرض قوانين تعقل المجانين وتفتح الأبواب لتشغيل العاطلين وسيتضح أن كل الحكاية لحل مشكلة وطن تكمن في شوية ملايين من كثير مليارات تخرج ضمن تحويلات يومية خارج الحدود وأغلبها ليس لمواطنين ولكن ساعد على خروجها مواطنون أصابهم حب المال بجنون مع انفصام وطنية فجعلوا الغريب يأكل حق ولدهم والقريب. عضو الجمعية العالمية لأساتذة إدارة الأعمال – بريطانيا