في كل مرة خلال العشر السنوات الأخيرة في زياراتي لمدينة دبي سواء كان للسياحة أو لحضور مناسبة خاصة اشاهدها بشكل ثاني وجديد ومطور وبتنظيم رائع سواء كان ذلك في شوارعها الفسيحة وأبراجها الشاهقة وحركة مرورها المنظمة والانسيابية والتي لا تسبب لك ارتفاعا في ضغطك أو في السكري حتى في أوقات الذروة في ذهاب الطلاب والطالبات للمدارس والموظفين والموظفات لأعمالهم كما يحدث عندنا وفي شوارعنا التي تعيش الفوضى بعينها وسنها والتي تحدث فيها جميع أنواع المخالفات المرورية ولذلك نحن نحصل في حوادث السيارات على الدرجة الأولى في العالم مع مرتبة الشرف الأولى. إن هذه المدينةدبي التي تنام في أحضان البحر بين شواطئ الخليج العربي تعشق النظام وتصحو على النظام وتتحرك به فلا أحد عندهم فوق النظام مهما كان والجميع سواسية ولذلك نشاهدها مدينة متقدمة رائعة ساحرة وجذابة لنا كسعوديين خاصة وللأوروبيين عامة تشتاق إليها بين فترة وأخرى مدينة تشابه الكثير من المدن الأوروبية. دبي تحفة فنية رائعة في فنادقها وأسواقها ومعارضها ومطاعمها فهم يسيرون الحياة بالنظام في كل صغيرة وكبيرة والأهم في كل ذلك التعامل الراقي للعاملين الأجانب الذين يديرونها والذين جعلوا لها مكانة مميزة بين دول العالم في السياحة العالمية وأظهرتها بصورة مشرفة أوضحت الطاقة الاستثمارية الرائعة التي يمتلكها رجال الأعمال في الامارات العربية المتحدة وكفاءتهم وحسن اختيارهم للأنشطة الاستثمارية التي تدر على البلاد مئات المليارات. حين كنت أسير في شوارعها في زيارتي الأخيرة خلال إجازة الربيع لهذه المدينة العصرية التي سبقت عصرها بين الأمم والتي تعتبر من أعظم المدن الخليجية والعربية كنت أتمنى أن اشاهد حفرة واحدة أو شارعا واحدا مكسرا أو ماسورة مياه أو مجار مكسورة أو حادث مروري بسبب السرعة الجنونية أو السقوط المتهور أو قطع الإشارة المرورية فأنني كنت أحلم لأنهم شعب راقٍ ونظامي تربوا عليها. شاهدت في شوارعها نظاما مروريا حازما ومطبقا بحزم لكل سكان دبي حتى نحن السعوديين الزائرين لها تعلمنا نظامهم الرائع وطبقناه خلال الأيام المعدودة التي قضيناها بهذه المدينة الجميلة. هذه المنظومة المتكاملة في مدينة دبي بين المواطن الاماراتي وساكنها من الأجانب والنظام سبب رئيسي في ما تشهده من تطور سبق عصره واثبت أن المال ليس كل شيء في هذه الحياة بل هو وعي الإنسان واحترامه للنظام ومعرفته بحقوقه وواجباته المطلوبة هو الحياة ذاتها ويجعل لها طعم ولون ورائحة والفوضى تجعلك متخلفاً في حياتك لا طعم لها أو لون أو رائحة. أما شعب دبي فهو شعب مضياف وحضاري وتعامله مع الآخرين راقٍ وينظر لك كزائر لمدينتهم بعين الود والحب والاحترام وتلك جزء من منظومة الرقي التي جعلت (دبي دانة الدنيا). مكةالمكرمة فاكس: 5426713