الرجل والإنسان الصديق والوفي وما أحسست باليتم إلا عندما سمعت خبر رحيله، اسأل المولى عز وجل أن يتغمده برحمته. والذي لا يعرفه الكثيرون أنني ومحمد صادق دياب "كنا كتوأمين" نشأنا معاً وفي حارة الهنداوية حتى عندما سبقته بالزواج كان هو الشاهد الثاني لزواجي من أم منصور رحمها الله، محمد صادق كنت تجده في كل الازمات عندما يضيق صدرك أو تشعر بألم أو كرب أو هموم فيأتي هو كالغيث يغسل هموم الناس بلطفه وكرمه ونخوته وفزعته، كنا نسميه "العمدة" فعندما يختصم اثنان من الزملاء يكون محمد صادق دياب هو حمامة السلام بينهما وهو رجل اصلاح البين وهو كثيراً تجده في كل مكان ولا يخلو مجلس في جدة إلا ويكون عمدته محمد صادق دياب، حتى عندما اعتزلت لفترة وجيزة الكتابة كان محمد صادق دياب أول من أعادني عنوة وغصباً إلى مجلة اقرأ عندما كان رئيساً لتحريرها، وعندما ترك رئاسة التحرير لم يتغير محمد صادق دياب وأذكر أنني كنت رديفه في شبابي "على الموترسيكل" وكنا نجوب مدينة جدة من شرقها لغربها وعندما كان أبي يسمع صوت دباب محمد صادق دياب .. يقول لقد جاء صاحبك النبيل والحق أنه بالفعل نبيل وشهم وفزيع ومهما قلت عن أخي "ابوغنوه" فهو قليل في حقه لقد أنصفني والله العظيم وما استطعت إنصافه ودافع عني في كل مجلس، والغريب أنه بمواقفه النبيلة والصادقة هذه لم يفقد قط أحداً من أصدقائه -لقد - كان صديق الجميع ويصدح بكلمة الحق مهما كانت قاسية وكنا جميعاً نتقبل منه حدته في الحق.. محمد كأنسان قد وصفته لكم وهذا قليل من كثير، ولكني لم أصفه لكم ككاتب أنه كاتب مميز يسبقه قلبه الى قارئه قبل قلمه ولهذا كان رقيقاً كالنسمة وحاداً كالسيف فهو لايجامل الباطل ولا يخفي الحق وكان عفيف اللسان . ولا تصدر منه كلمة سيئة ضد أحد.