لاحظت حينما قرأت الحوار الصحفي الذي أجراه الزميل بدر الغانمي في جريدة (عكاظ) يوم 15/ 3/ 1432ه مع السفير السابق محمد صالح جوخدار أنه معجب جداً بشخصية وزير البترول الشيخ عبدالله الطريقي رحمه الله الى درجة تقليده في ملبسه وطريقته في الحديث، ولذلك فشل في التعامل مع وزير البترول التالي الشيخ أحمد زكي يماني الذي استنكر عليه تحويل شركة أرامكو الأمريكية التي كانت تظن أنها تدفع ميزانية الحكومة السعودية من جيبها، وتتناسى أن ما تدفعه للمملكة إنما هو قيمة النفط الذي تستخرجه من أراضينا وتبيعه للعالم، فتتدخل في سياسة المملكة، وتنفرد بتحديد سعر البترول.. وكان جوابه عن بعض أسئلة الحوار الصحفي دليلاً على جهله أو تجاهله لعلم الاقتصاد الذي ينص على أنه يجب على المنتجين أن يخفضوا انتاجهم إذا كانوا يريدون رفع الأسعار. سؤال الصحفي: ما موقفك من قرار بيع البترول في الثمانينيات بمبلغ أقل من الدول الاخرى؟ جواب الجوخدار: كان قراراً سخيفاً.. سؤال الصحفي: من تبنى فكرة البيع بسعر أقل؟ جواب الجوخدار: أحمد زكي يماني وعبدالهادي طاهر. موقع السفير السابق محمد صالح جوخدار في وزارة البترول وثقافته البترولية والاقتصادية المحدودة جعله يهاجم سياسة وزير البترول في العمل على تخفيض سعر برميل النفط من أجل توفير المبالغ اللازمة لميزانية المملكة في عام 1985م، فحينما كان سعر برميل البترول حوالى 27 دولاراً أعلن معالي الشيخ أحمد زكي يماني عن استعداده لرؤية هذا السعر يهبط إلى 18 دولاراً. كانت المملكة العربية السعودية في ذلك الوقت تؤمن 25% من حاجة العالم من البترول وحيث إن هذا الرقم تدنى في تلك السنة إلى حوالى 10% أعلن الشيخ أحمد زكي يماني أن هدفه من خفض الاسعار الى أدنى حد ممكن هو الاستيلاء مرة ثانية على معظم الأسواق العالمية من أجل توفير المبالغ اللازمة لدعم ميزانية المملكة. لذلك فإن مثل السفير السابق محمد صالح جوخدار نظر إلى سعي الشيخ اليماني نظرة غير عادلة ولا ينظر الى المآلات فيتورط.