اتذكر منذ طفولتي لوحات للتقبيل وقد جلست فترة طويلة متحيرا في معناها حتى عرفته في مرحلة متأخرة وهذا التعبير فيه نوع من الغلط اللغوي لان التقبيل لا يحتمل الا المعنى المعروف بينما التعبير الصحيح هو للتقبل وهو مأخوذ من قبله يقبله قبولا وهو بحسب مختار الصحاح مصدر شاذ لانظير له. والتقبل الذي يقصدونه بالتقبيل هو بيع محل تجاري فاشل بجميع مافيه لشخص آخر قليل النباهة ولديه مال وهي ظاهرة متكررة ولا ابالغ اذا قلت بأنني تابعت محلا في طريقي رفع راية التقبيل لاكثر من عشرين مرة خلال عشر سنين والتقبيل ظاهرة اقتصادية خطيرة يترتب عليها هدر اقتصادي عظيم وخسائر بالمليارات والغرف التجارية على مايبدو لاتقوم بواجبها التوجيهي لصغار التجار وهواة التجارة لان كل من استلم المستحقات والتعويضات وظفها فورا في دكان دون خبرة تجارية فلا يلبث هذا الدكان ان يفشل عند المطالبة بالايجار. لهذا لابد ان تقدم الغرف التجارية استشارات مفصلة ومجانية لكل مواطن يتطلع للتجارة حفظا لماله ومستقبله وتشمل هذه الاستشارات اختيار النشاط المناسب والموقع المناسب واشياء اخرى كثيرة كما يجب عليها دراسة جميع حالات التقبيل لمعرفة أسباب المشكلة تمهيدا لوصف العلاج وفي اعتقادي أن الايجار هو لب المشكلة لذا ينبغي على الغرف التجارية وضع تسعيرة ارشادية اختيارية للايجارات حسب الموقع ونوع النشاط وعلى الملاك ان يقتنعوا بمبدأ قليل مستمر خير من كثير منقطع. كما اتمنى ان تفتح الغرف التجارية مكاتب للاستشارات التجارية بالمراكز التجارية والاسواق يكون دوامها دوام السوق ليراجعها التجار الجدد وتكون توصيتها اختيارية ومجانية لأن القانون كما يقال لايحمي المغفلين وبذلك سنوفر على المواطنين مئات الملايين تذهب هدرا في البضاعه والديكور. ونعود الى التقبيل بمعناه الحقيقي والذي اصبح مؤخرا ظاهرة ملفتة للنظر حيث لم تعد المصافحة كافية لاظهار الود وعلى سبيل المثال لا يكتفي الداخلون لقصور الافراح بالمصافحة ولكنهم يصرون على طبع قبلة على خد العريس وخد كل افراد عائلته وفي نهاية السهرة لاتتبقى اي ريحة عطر على خد العريس لاسعاد العروسة في ليلة العمر والقبلات لها اخطار واضرار وقد اعلن الدكتور عادل عاشور طبيب الاطفال في مصر بأن للقبلة اكثر من خمسة عشر مرضا منها البسيط مثل الانفلونزا والمتوسط الخطورة مثل الامراض الجلدية والخطير مثل التهاب الحمى الشوكية. وقد تأسست في مصر جمعيات لحظر القبلات وتزعمها الدكتور عاشور الذي يقول انه لايقبل بشكل مباشر حتى اطفاله وانما يقبلهم في الجبهة فقط بحيث يكون النفس بعيدا عنهم وتضم هذه الجمعيات اطباء ورجال دين واعلاميين واجتماعيين واخصائيين نفسيين وخبراء فن الاتيكيت بحسب ماذكره صلاح منتصر في مجلة اكتوبر عدد 1763. واقترح ان نكتب على مداخل قصور الافراح لوحة تقول بأمر الادارة يمنع التدخين ويمنع التقبيل.