الزلزال القوي الذي نكب اليابان وادى إلى تسونامي خرب بعض السواحل والمدن اليابانية والحق أضراراً فادحة بالمفاعلات النووية التي تنتج الطاقة النووية البديلة لطاقة النفط التي من المتوقع أن تنضب بعد عدة عقود. والخوف الذي يسيطر حالياً على الشعب الياباني وبعض جيرانه من الآثار السلبية نتيجة تسرب الطاقة النووية من المفاعلات جراء الزلازل القوية التي أصابتها في مقتل، خوف قوي جداً لأن انتشار الطاقة الذرية في البيئة المحيطة بالمفاعلات النووية يؤدي إلى إصابة كل الذين تعرضوا للإشعاعات النووية بأمراض خطيرة كالسرطان وإلى تشوهات عظيمة لأجسامهم وربما لحقت التشوهات الأطفال في بطون أمهاتهم، ولن تزول مخاطرها إلا بعد السيطرة الكاملة على تلك المفاعلات النووية ومنع أي تشرب منها، وربما تحتاج البشرية إلى وقت طويل للتخلص من تلك المخاطر. وبما أن لدينا مدينة للطاقة الذرية والمتجددة هدفها الاستخدام السلمي للطاقة الذرية آمل ألا يكون إقامة مفاعلات نووية من بين خططها نظراً لمخاطرها القوية في بعض الحالات الطارئة ونظراً لأنه ليس لدينا الموارد البشرية القادرة على إدارة مثل هذه المفاعلات والسيطرة عليها في حالات الطوارئ، فإني أطالب بصرف النظر عن استخدامها في بلادنا. وبما أن الطاقة الشمسية هي الطاقة البديلة للنفط القادمة بقوة وبما أنها طاقة نظيفة وآمنة، فإني أتوقع من المختصين في مدينة الملك عبدالله للطاقة الذرية والمتجددة التركيز على إنتاج الطاقة الكهربائية من الطاقة الشمسية المتوفرة في بلادنا على مدار السنة وتبني المخترعات التي تدار بالطاقة الشمسية والاستغناء عن الطاقة الذرية ما لم تكن مأمونة بشكل تام.