المال غير النفوس وغير الأخلاق واصبح وأمسى الناس ينظرون لمن يملك شيئاً منه وكأنه الإنسان الكامل. الإنسان الذي يجب أن يقال عنه انسان.. أما الآخر "فقير الحال" فلا ينظر اليه إلا أنه شيء آخر دون القلتين.. وأنا في هذا لا أحسد أحداً.. فاللهم زد وبارك ولكنني أرثى وأشفق على من يتنكر لآبائه ويتنكر لاخوانه ويتنكر لجيرانه ويتنكر لأصدقائه القدامى. فيعتقد بعض الناس أن "الوظيفة" التي يتحصل عليها انسان ما.. في مركز ما أو مؤسسة ما انما هي تشريف لهذا الإنسان!! ومن حق هذا "الانسان" الذي تفضل وتبوأ المركز أن يصول ويجول ويصدر الأوامر.. كيف شاء ومتى شاء.. ويبتكر من عنده "النواهي" دون أي التفات لما في الحياة من موانع تحول بينه وبين ما يريد.. اللهم الا في حدود المصلحة. وكثير ما نرى ونسمع من أناس عند تبوئهم أي مركز الخروج كثيرا عن فحوى الرسالة "الوظيفية" إلى نوع آخر من السيطرة والاستهزاء واللف والدوران حول مصالح الناس.. فيعطي من يشاء متى شاء ويمنع من شاء .. متى شاء. وهي خصال تجعلنا نتغلغل داخل النفس ونسأل لماذا يحصل كل هذا وهل ظن صاحب المركز إياه أن الوظيفة حقا تشريف ونسي أنه كلف بأداء هذه "الوظيفة" والتكليف يتبعه إيمان كامل بأنه ليس الاحق الوحيد في هذه الوظيفة!! وإنما هي ابتلاء عليه أن يتخلص منها بحسن السيرة والسلوك ويتقبل كل الأشياء المنغصة بصبر وجلد وحسن ادراك وفهم لما في الحياة ما بعدها. وفي الحديث الشريف "كلكم راع وكل راع مسؤول عن رعيته" درس عملي وتكليف عظيم الشأن لا يستطيع أن يتحمله كل الناس. ولكن الذين يتحملون المسؤولية هم الرجال الذين قامت على اكتافهم معنى الانسانية وصفاؤها وخلقها واقتدارها على التكيف بالحالة الانية المُعاش فيها وكم يثبت لاناس تبوأوا المراكز وهم غير جديرين بها لا من حيث ضخامة الاجسام ولكن من حيث ضخامة "المسؤولية". وحقها في العطاء .. وحقها في القدرة الخلاقة وحقها في أن يكون انساناً يتعامل مع الانسانية بوجه بشوش واخلاق حميدة وصفات بانية ومعبرة.وبعد هذا أزيد .. أسف سأضع قلمي في غمده لكي يستريح ويريح.