جاءت كارثة جدة مرتين على التوالي وعلقت جميع أخطاء الحياة اليومية في رقاب المسؤولين . وهذا ليس بالغريب ولا بالمحظور , فنحن ولله الحمد نملك اليوم وسائل إعلام متاحة للجميع ومذيعين جريئين سلطوا الضوء على مواطن التقصير والخلل. وكل ما نرجوه بعد ذلك أن تقوم لجان تقصي الحقائق بدورها . ولو تريثنا قليلا والتقطنا أنفاسنا بعد التراشق وقذف التهم , وحولنا أنظارنا الى الأفراد أنفسهم وبدأنا في نقدهم واشراكهم في المسؤولية ! نعم , للمواطنين والمقيمين وحتى المخالفين في جدة وغير جدة دور كبير في تزايد حجم الكوارث وتطورها , ولكن في حال تسببهم بالضرر لأنفسهم ولغيرهم وانعدام الرقابة الذاتية ... من سيعاقب ... • الذين سارعوا الى الشوارع برغم نداء وتحذير الدفاع المدني ؛ فزادوا من ربكة المرور وشدة الزحام , وتجمهروا يتفرجون على الكارثة يصورونها بالهواتف المحمولة. • الشباب الذين ساروا بسياراتهم عكس اتجاه السير على طريق الحرمين وهم يخرجون أعلى أجسادهم من النوافذ يضحكون ويصيحون تاركين الناس في حالة من الرعب والصدمة . • الذين قاموا بعد هدوء الكارثة بشفط بيارات منازلهم وافرغوها في أقرب أرض فارغة مساهمين في تضخيم البلاء بزيادة الناموس . • من أقحم سيارته في المياه متعمدا ليطالب بالتعويض . • بعض أصحاب سحب السيارات الذين طلبوا مبالغ خيالية مقابل سحبها مستغلين حاجة الناس وذعرهم . • المخالفون الذين سرقوا ونهبوا المحلات والبيوت وخرجوا بما خف وزنه وغلا ثمنه بلا خوف أو حياء. تصور الناس في الشارع الجداوي وفي المناطق المنكوبة أن جميع سكان جدة يعيشون حالة من الهلع والضياع والحزن مما أصابهم ؛ بينما بعضهم " مش فارقة معاه " يجلسون على حواف الكباري تتدلى أرجلهم في مياه الأمطار , يلتقطون الصور ويتفاخرون بها ولكن صدق من قال " مصائب قوم عند قوم فوائد " أحترم بشدة معاناة جميع من تضرروا , وقد شاركت بشكل متواضع مع بعض الجهات التي زارت منازلهم وتلمست المهم , واحيي شبابنا الذين أبدعوا في رسم صورة جميلة للشعب السعودي والمتعاون الشهم .و لكن وجود مسؤولين فاسدين لا يعني أن جميع الأفراد شرفاء . [email protected]