قال أبو بكر الصديق رضي الله عنه :أصلح نفسك يصلح لك الناس. ويقول علماء التطوير :إن أي تغيير يبدأ من الخارج إلى الداخل ؛فهو تغيير وقتي ؛وإن التغيير الناجح الدائم يبدأ من الداخل (النفس) إلى الخارج (المجتمع). بل إن المتأمل في سورة العصر وغيرها من آيات القرآن الكريم يجد أن الله سبحانه وتعالى يجعل تأثير الإنسان في الناس نابع من تأثيره في نفسه ؛فقوله تعالى :(والعصر ،إن الإنسان لفي خسر ،إلا الذين أمنوا وعملوا الصالحات ...) فهم أمنوا وعملوا الصالحات أولاً (غيروا في أنفسهم )ثم بعد ذلك (تواصوا بالحق وتواصوا بالصبر) (انتقل تأثيرهم إلى حياة الآخرين). فتغيير الذات سنة كونية لتغيير المجتمعات ؛فالداعية الذي يدل الناس على الخير عليه أن يعمل بها أولاً . والضابط الذي يحث أفراده على الانضباط ينبغي عليه أن يكون قدوة في ذلك . والمدير الذي ينشد النجاح في موظفيه عليه أن يكون ناجحاً قبل ذلك . وعندما يكون الشخص يعيش الصلاح قولاً وسلوكاً في جانب من جوانب حياته فسوف يجد أن الناس يستفيدون منه وينتفعون به في هذا الجانب . ومضات : أن تحسن في عملك عندما يراك الناس فهذا حسن ؛ لكن أن تحسن في عملك عندما لا يراك إلا الله فهذا أحسن وأتقى . أن تقع في خطأ للمرة الأولى فهذا مقبول ،وأن تتعلم من خطأك فهذا شيء جيد ،لكن أن تكرر نفس الخطأ فهذه مشكلة . من حقك على المسلمين أن لا يتركوك تخطي في حق نفسك ،ومن حقهم أن يعاقبوك عندما تؤثر أخطائك عل حياتهم . [email protected]