إن فن التعامل بين الزوجين أو ( الرومانسية بين الزوجين )موضوع هام جدا ومتشعب ويحتاج إلى صدر رحب وبال طويل وأرجو ألا يصيبكم الملل من الإطالة لأن المجال لا يسع لذكر المقال دفعة واحدة عزيزي الزوج عزيزتي الزوجة إن ما دفعني للكتابة عن هذا الموضوع الهام ثلاثة دوافع وهي : الدافع الأول قوله تعالى [ إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر ]سورة العصر الدافع الثاني قرأت مقال بعنوان ارتفاع نسبة الطلاق في السعودية يثير قلق الحكومة الأمر الذي دعا وزارة الشئون الاجتماعية السعودية لعقد ندوة موسعة بعنوان ( الطلاق في المجتمع السعودي ) في العاصمة الرياض لمناقشة هذه المشكلة الاجتماعية الكبيرة التي تهدد التركيبة الاجتماعية للمجتمع السعودي المحافظ .) الدافع الثالث أن الانترنت في هذا العصر أصبح هو الوسيلة الثقافية في كل المجتمعات المتحضرة وأن الأغلبية العظمى من الرجال والنساء خصصوا بعضا من وقت فراغهم لتصفح الانترنت والقراءة عبر الصحف الإلكترونية وبالرغم من كثرة الكتب الرومانسية وكتب الثقافة الزوجية إلا أن الزوجين قد لا يجدان الوقت الكافي لقراءة هذه الكتب الهامة في حياتهم إخوتي في الله الكل يعلم أن المشاكل والخلافات بين الناس تنشأ عادة من سوء التفاهم وعدم معرفة كل واحد ماله وما عليه من حقوق وواجبات إن السعادة في الحياة الزوجية والحياة عموما تتوقف على عاملين رئيسيين هما :نفسك والظروف المحيطة بك ولن تتغير حالك إلا إذا حاولت أنت أن تغيرها فأنت وحدك تستطيع ذلك قال تعالى [ إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم ]سورة الرعد تأملوا هذه الآية الكريمة تجدون أن السعادة تنبع من داخل النفس لا من خارجها وهذه الحقيقة أثبتها علم النفس فابحث في نفسك عن السعادة فسوف تجدها وحطم في نفسك ذلك الإحساس بالتشاؤم وملأ قلبك بالخير تتفتح لك آفاق واسعة من رحمة الله تعالى وبركاته وسوف تصل بإذن الله إلى ما تريد فلا مستحيل تحت الشمس قال شيخ الإسلام ابن تيمية (إن بستاني وجنتي في صدري .........) إذا النفس هي نقطة البداية فمن انتصر على نفسه وقومها وسلك بها طريق الهدى فهو على غيرها أ قدر وسوف يقهر الظروف ويسمو فوق الأحداث ويجد ما ينشده إن شاء الله عزيزي الزوجان إن تصبير الأهل والأقارب والأصدقاء لكما لا يعالج المشكلة بل أحيانا يزيد ها تعقيدا فأخذ المسكنات لا يجدي في حل المشكلات لذلك اشترط الله عز وجل للإصلاح بين الزوجين ( حكما من أهله وحكما من أهلها ) إن أي مشكلة تواجه الإنسان سواء في حياته الزوجية أم في الحياة عامة لا بد لها من ست خطوات وهذه الخطوات هي : الخطوة الأولى :إدراك وجود المشكلة (العلاقة بين الزوجين ) الخطوة الثانية :تحديد المشكلة (لم تعد الزوجة سكن لزوجها فانعدمت المودة والرحمة بينهما ) الخطوة الثالثة :تحليل سبب المشكلة (هل المشكلة بسبب الزوج أم بسبب الزوجة أم بسببهما معا ) الخطوة الرابعة:دراسة الحلول الاختيارية للمشكلة قال تعالى [وأمرهم شورى بينهم ]جلسة هادئة يتشاور فيها الزوجين لإيجاد حلول لمشاكلهما لترجع المودة والرحمة بينهما الخطوة الخامسة:اتخاذ قرار لحل المشكلة(أيها الزوج لا يكن قرارك الطلاق ويا أيتها الزوجة لا يكن قرارك طلب الطلاق )واجعلوا قراركما لحل المشاكل( فن التعامل بينكما) والطلاق وطلب الطلاق يعتبر هروبا من مشكلة إلى مشاكل أشد وأمر الخطوة السادسة:تخطيط وتنفيذ الحل (هذه الخطوة هي أهم الخطوات لحل المشكلات )وتنفيذ الحل على أرض الواقع يتطلب احتساب الأجر والصبر وقوة الإرادة منكما لترجع الرومانسية بينكما من جديد وترفرف طيور السعادة في عش الزوجية ويتحول البيت الخرب إلى سكن جميل وهادئ وسعيد للزوج وللزوجة وللأولاد قال تعالى [ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون ]سورة الروم إذا مفاتيح السعادة بين يديك أيها الزوج وبين يديك أيتها الزوجة و ارجعوا في ذلك إلى المعين الصافي كتاب الله وسنة نبيه محمد عليه الصلاة والسلام من أجمل ما قيل عن المرأة لم تخلق المرأة من رأس الرجل لئلا تتعالى عليه ولا من رجله لئلا يحتقرها بل خلقت من ضلعه لتكون تحت جناحه فيحميها وتكون قريبة إلى قلبه فيحبها وتحبه وللحديث بقية إن شاء الله أختكم في الله :بدرية أحمد