قال صلى الله عليه وسلم: (خير كسب العامل إذا نصح) رواه أحمد وقال صلى الله عليه وسلم "إن الله يحب من العامل إذا عمل عملاً أن يحسن" الخ لقد جعلت هذين الحديثين مقدمة لهذه المقالة المتواضعة والهدف من كل ذلك ان يفي كل مسؤول الواجب المفروض عليه تجاه تأدية عمله الوظيفي بكل صدق وأمانة ودونما تخاذل أو عنصرية أو تحيز. فمن اخذ الاجر سئل عن العمل. وبالمناسبة نجد ان هناك من يخاف الله في كل اوقاته فهو يأتي الى عمله في وقته المحدد ثم ينجز ما يناط به وقد كرس كل جهوده لتلكم المهمة دونما غيرها، لان ذلك عهد بينه وبين الله سبحانه وتعالى بحيث التزم به ابان توظفه في بادئ الأمر ومن هنا فسيشكره الناس خاصة وقد ارضى ضميره بأداء الواجب واراح نفسه بأن وضعها في مكان من يلجأ إليه بعد الله طلباً للحق او الانجاز وهو في الوقت نفسه يؤدي ما عليه من عمل بكل عدل وتجرد من المحسوبية او العنصرية او التحول السلبي، لا قدر الله كمن يشترط مقابل الاداء بصرف النظر عما قد يكون وطبيعي من يفعل هذا في بلانا وفي غيرها اي النوع الاول ليسوا قلة ولله الحمد وطبيعي الجزاء والشكر من الباري عز وجل لمثل هؤلاء هو الأهم والأبقى. فهنيئاً لمثل اولئك وياما أسعدهم في دنياهم وآخرتهم ان شاء الله. في الوقت نفسه هنالك النوع الآخر والذي يختلف تماما عن النوعية الأولى فهو كموظف صغر او كبر او يأتي إلى عمله متأخرا وغير مهتم او مبال بظروف من قد يقابل من المواطنين ذوي الحاجة. يبدأ أول ما يبدأ بقفل باب المكتب. ثم تحضر له الجرائد والشاي وبيان المتطلبات الشخصية والخاصة الى جانب اعطاء الأوامر بأن الاجتماعات بدأت ولن تنتهي الا عند نهاية دوام يومه وقد يفتح الباب لصديق او لصاحب مصلحة او مؤسسة وبهذا تنتهي ساعات عمله المفروضة لخدمة المواطن وقد خدم نفسه لا أكثر بأن تابع وانجز اموره الخاصة لا العامة وللاسف بكل تأكيد هذين النوعين ممن كلفا من قبل الدولة بخدمة المواطن موجودة وامام العيان ومع هذا فلا من يشكر او يحاسب مما جعل المسيء او المتخاذل في الاداء الوظيفي يستمر في غيه وتقاعسه وعدم مبالاته.باعتبار أن من أمن العقاب اساء الأدب. وفي الجهة الأخرى يصاب المجتهد اي من يخاف الله ويعطي لعمله حقه كاملاً يصاب بخيبة الامل فقد يُهمل ويُحتقر ولا يُكافأ لا مادياً ولا معنوياً والذي سيخسره المواطن بدون شك دون غيره. اسوق كل هذا من واقع التجربة والنماذج على الموظف الايجابي والسلبي كثيرة وفي اكثر من مكان واخص بالذكر للايجابيين وقد يؤيدني من مر أو يمر بكتابة عدل جدة مثلاً اي الاولى فهناك الشيخ عبدالرحمن الزايدي ومن معه في مكانه تسلم عليه فيرد السلام بالاشارة لانه مشغول بإنجاز كل من حوله من المراجعين ومن يجلس الى جواره في مكتبه قد يلاحظ حقيقة ما ذهبت اليه شكر الله مسعاه وزادنا به وبأمثاله.