من المعروف أن الصحافة هي المهنة التي يطلقون عليها مهنة المتاعب وهذا الوصف أو التعريف اكتسبته هذه المهنة من طبيعة رسالتها وهذا في الواقع شيء مفهوم على الدوام.. فأنت كصحفي تحرص على أن تكون لديك صحيفة مقروءة لا بد أن تلعق العلقم حتى تقدم للقارئ ما يود أن يجده لديك.. والقارئ لا يعطي اهتمامه إلا بما يلامس مشاكله اليومية .. ويطرحها على بساط البحث والصحفي مطلوب منه أن يتلمس هذه الرغبة ويعمل على تحقيقها بشكل صادق وواقعي لكي يستطيع من خلال ذلك أن يرضي القارئ لكن بدون أن يثير هذا القارئ على المسؤول الذي يكون مسؤولاً عن القضية التي تهم القارئ الذي هو بطبيعة الحال مواطن وعليه أي الكاتب أن يقدم المشكلة أو القضية بصورة يتحرى فيها الدقة والصدق وهذان عنصران ضروريان والكاتب حريص عليهما وإذا ما جانبه الصواب فليس معنى ذلك انه يتعمد الإساءة للمسؤول ولكنه اجتهد وخانه اجتهاده. والغريب أن بعض المسؤولين يصابون بحالة عصبية عندما يتناول كاتب – ما – قضية في اختصاصهم فيتخذون من ذلك الكاتب العدو الأوحد الذي يبحث عن تدميرهم.والمضحك أن أحدهم أطلق اتهاماً على الزملاء بأنهم مخربون لأن بعضهم رفض أن يغطي أخبار الموائد والحفلات التي يحضرها.وآخر تساءل في تهكم عن اسم أحد الزملاء لكونه تناول أمراً يخص إدارته مع ان هذا الزميل هو الذي يضع له إجاباته التي يجريها معه.. ولكن في غمرة الاحساس بعزة النفس التي تجتاح الانسان في لحظة ضعف جعلته ينساه أو بالأصح يتناساه. هذه نماذج مما يقابل الكاتب بطرحها أمام القارئ ليرى بعضاً من المعاناة.ومع هذا فنحن مستعدون في السير إلى آخر الشوط بكل عزم طالما غايتنا الصالح العام مع الدعاء لهؤلاء بالهداية وصلاح النية والسلام.