"حسن الختام لجوارديولا والأمل الأخير لبييلسا" هكذا يبدو عنوان القمة التي يحتضنها ملعب فيسنتي كالديرون بين برشلونة وأثلتيك بلباو في المباراة النهائية لبطولة كأس ملك إسبانيا سهرة الجمعة. اجواء القمة يخيم عليها الإثارة من كل الجوانب، فالمباراة تجمع ممثلي إقليمي كتالونيا والباسك المطالبين بالانفصال عن إسبانيا، كما تقام على أرض العاصمة مدريد بمعقل أتلتيكو، الأمر الذي كان كافيا لإثارة جدل سياسي في بلاد الماتادور. ويتخوف الساسة الإسبان مما قد يصاحب المباراة من صافرات استهجان قد تطلقها جماهير البرسا والأثلتيك اثناء عزف النشيد الوطني لإسبانيا وفي حضور افراد العائلة الملكية، ما استدعى رئيسة حكومة إقليممدريد المحلية، اسبيرانزا أجيري، للتهديد بإلغاء المباراة أو إقامتها لاحقا بدون جمهور. وسبق ان التقى الفريقان في نهائي نفس البطولة ايضا بمدينة فالنسيا قبل ثلاثة اعوام، ولكن تلك المباراة شهدت وقائع مؤسفة باطلاق صافرات استهجان ضد نشيد البلاد وملكها خوان كارلوس المعني بتسليم الكأس كل عام. ومن المنتظر أن يسلم الكأس هذه المرة ولي العهد الأمير فيليبي نظرا لمرض الملك وتعافيه من جراحتين. وبعيدا عن الاجواء السياسية المتوترة، فإن نهائي الكأس يمثل المباراة الختامية للمدرب الكتالوني الشاب بيب جوارديولا التي سيسدل بها الستار على أنجح حقبة تدريبية في تاريخ برشلونة بعد أن قرر الاسترخاء واعتزال المهنة مؤقتا لحين اشعار آخر بعد موسم على الأقل. ويتطلع جوارديولا لحسن الختام بعد موسم مخيب لعشاق البلاوجرانا فقدوا فيه لقبي دوري أبطال أوروبا والدوري المحلي، كما يطمح للظفر بكأس الملك الذي استعصى عليه امام غريمه البرتغالي جوزيه مورينيو في نهائي النسخة الماضية. وامام "بيب" فرصة تاريخية لحصد اللقب ال14 من أصل 19 بطولة خاضها مع البرسا في غضون أربعة مواسم فقط. وتصادف أن أول كأس حمله جوارديولا وكتيبته كان كأس الملك ايضا وامام الخصم نفسه أثلتيك بلباو في نفس الشهر عام 2009 ، وحينها حقق فوزا سهلا 4-1. أما في المعسكر الباسكي، فجماهير بلباو تحلم بأن يكلل فريقها موسمه الرائع بالتتويج ببطولة طال انتظارها، خاصة بعد النهاية الدرامية لبطولة دوري أوروبا والخسارة بثلاثية بيضاء امام اتلتيكو مدريد قبل اسبوعين في بوخارست. وقدم المدرب الأرجنتيني المحنك مارسيلو بييلسا موسما راقيا مع "الأسود"، واكتسب فريقه احترام وتقدير العالم، لا سيما في اليورو ليج التي اكتسح فيها فرقا كبيرة بحجم مانشستر يونايتد الإنجليزي وشالكه الألماني. ورغم نتائجه السلبية في الرمق الاخير من الليجا واستقراره في المركز العاشر، لكن ابناء الشمال الإسباني نجحوا عن جدارة في بلوغ نهائي الكأس. ويعتمد جوارديولا، في مباراته الاخيرة قبل أن يسلم المهمة لمساعده تيتو فيلانوفا، على الهدا وأفضل لاعب في العالم في الاعوام الثلاث الاخيرة الأرجنتيني ليونيل ميسي كقوة ضاربة لترجيح كفة البرسا في المباراة، فيما يعد الظهير الأيمن البرازيلي داني ألفيش والقائد وقلب الدفاع كارليس بويول أبرز الغائبين عن المواجهة. في حين تسلط الاضواء على المهاجم الدولي فرناندو يورينتي ليكون عاملا فارقا في هز شباك خوسيه مانويل بينتو، بمعاونة رفقائه سوسايتا ومونيايين ودي ماركوس وتوكيرو من جانب بلباو. وتاريخيا يعد برشلونة أكثر من حصد لقب الكأس في 25 مرة، كان آخرها في 2009 ، في حين يأتي بلباو في الوصافة ب23 لقب، لكنه لم يهنأ بالكأس منذ عام 1984.