تذكرت الحديث عن «المسابقة السنوية الدولية للقرآن الكريم» والتي تقام منذ عام 1399ه في مكةالمكرمة بإشراف وزارة الحج ثم هي من سنوات وباشراف وزارة الشؤون الاسلامية والاوقاف .. تذكرت تلك الايام والمسابقة في عامها 32 افتتحت الاسبوع قبل الماضي ولأول مرة في المسجد الحرام .. كانت السابقة لقاء هام وجميل تخللته العديد من الذكريات واللقاءات مع عدد من الزملاء في تلك الفترة سواء من الصحافة أو التلفزيون أو الاذاعة الى جانب التعرف على شخصيات هامة اذ يصل عدد كبير من كل دول العالم الى مكةالمكرمة. السبيهين ومحجوب على مدى سنوات طويلة تولى أمانة المسابقة الصديق العزيز الخلوق الاستاذ عبد العزيز السبيهين والذي عاصر المسابقة منذ بدايتها او منذ عام 1400ه الا انه ومنذ عدة سنوات ترك برغبته العمل بالتقاعد المبكر من الوزارة وهو الان امينا للمسابقة التي تنظمها مؤسسة رعاية المعاقين في الرياض ولنا معه الكثير من الذكريات واللقاءات على مدى نصف شهر كل عام وقت قيام المسابقة.. كما كانت الوزارة بل الوزير عبد الوهاب عبد الواسع وزير الحج يرحمه الله يستعين ويثق في أحد الاخوة من مصر وهو اعلامي على درجة كبيرة الاستاذ عبد الوهاب محجوب الذي عاد ايضا لبلده من سنوات وكان المتحدث والمسؤول الاعلامي واستطاع بناء علاقات كبيرة مع عدد من المسؤولين وتحديداً العاملين في الاعلام. الافتتاح كان أمير المنطقة يفتتح المسابقة نيابة عن الملك وقد افتتح المسابقة سنوات طويلة الأمير ماجد يرحمه الله والأمير سعود بن عبد المحسن نائب أمير المنطقة وتختتم برعاية الوزير عبد الواسع الذي يتولى تسليم الجوائز المالية والهدايا على الفائزين من فروع المسابقة الخمسة. لقاءات الفندق كنا نلتقي في مقر اقامة المسابقة والذي كان سنوياً في فندق «انتركونتننتال» في مكةالمكرمة وفي حي ام الجود ونجد كافة التجهيزات للتواصل مع الصحف مادة وصوراً وكانت المسابقة من أهم الاعمال الصحفية اذ كنا نستغل وجود الضيوف ونجري لقاءات عديدة عن علاقاتهم بالمسابقة وعن بلادهم وعلاقتها بالمملكة وعن الكثير من الانشطة في بلاد المشاركين في المسابقة وكان ذلك يتطلب الكثير من الجهد والوقت لذلك كنا نحضر الى الفندق صباح كل يوم وحتى ماقبل العصر ثم نعود في الفترة المسائية وكان ضمن البرنامج الخاص للمسابقة زيارات الضيوف لمصنع الكسوة للكعبة والمشاعر والعديد من الاثار في العاصمة المقدسة. لقاء الوزير وكان الشيخ عبدالوهاب عبدالواسع يتواجد في «جناح» في الفندق ونلتقي به بعض الاوقات الى جانب وكلائه عبدالله بوقس يرحمه الله وحسام خاشقجي وغيرهم. لجنة التحكيم كان من ضمن أعضاء لجنة التحكيم للمسابقة السيد د. محمد علوي مالكي يرحمه الله بل كان في بعض السنوات رئيسا للجنة وكذلك أ.د حسن باجودة والشيخ محمد سعد وهو أحد المهتمين بمسابقات القرآن وغادر منذ سنوات الى بلاده مصر .. وعدد آخر بل ونحضر كثير من « القراءات « خاصة للمقرئين من جنوب شرق آسيا والذين كانوا من أحسن المشاركين أصواتا في القراءة ويفوز عدد منهم في بعض فروع المسباقة قراءة وأداءً وتجويداً. إعلان النتيجة النهائية حفاظاً على الوقت قام زميلنا وصديقنا المخرج الشهير فيصل عراقي مدير المركز الاعلامي وتلفزيون مكة تلك الفترة يرحمه الله بتسجيل لقاءات مع الفائزين حتى يتم بثها مساء يوم إعلان النتيجة عقب الحفل الختامي وكنا نجلس في إحدى الغرف ومعنا فيصل وفوجئنا ان التلفزيون يبث النتيجة النهائية للمسابقة عصر يوم الختام وقبل اعلانها من الوزير الذي غضب غضباً شديداً وتحدث الى عبد الوهاب محجوب والاستاذ السبيهين عن الأمر إلا أن النتيجة اعلنت عبر التلفزيون بل ومعها لقاءات عن مشاعر الفائزين بالمناسبة وكان موقفاً حرجاً لفيصل الذي غضب واجرى اتصال بالمسؤول في التلفزيون في الرياض لسؤاله عن اسباب بث النتيجة مبكراً رغم أن الاتفاق أن تبث مساءً. إعلاميون تلك الفترة الجميلة تعرفنا على عدد من الاعلاميين سواء في التلفزيون أو الاذاعة أو الصحافة ومن هؤلاء د. سلمان العيدي والزميل السيد خالد علوي والاستاذ محمد عبده الالمعي الذي كان مديراً لتحرير مجلة الحج الصادرة عن الوزارة وعدد آخر من ممثلي الصحف المحلية والمصورين وقد غادر بعضهم الحياة يرحمهم الله ومنهم الاستاذ المذيع يحيى حسن كتوعة .. وغيرهم . تلك الأيام اليوم وبعد مرور 32 عاماً على أول مسابقة اقيمت للقرآن الكريم بقيت ذكريات تلك الأيام الجميلة رغم شح الامكانيات الموجود اليوم سواء «الجوال» أو «النت» أو أجهزة بعث الصور أو وجود المعلومة التي تساعد في إجراء الحوارات ومعرفة الشخصيات.. وقد كان لوجود الأمير ماجد يرحمه الله والأمير سعود بن عبد المحسن تلك الفترة الكثير من الأهمية اذ كنا نجري حوارات ولقاءات جانبيه معهما عن اهتمام المملكة بنشر القرآن وغير ذلك أيام بقى منها الذكريات وبعض التواصل مع زملاء تلك الفترة الذين باعدت بينهم الحياة والأعمال والاهتمامات.