كنت على موعد معها , ألتقي بها , أعيش داخلها ومعها قصة غرام قديمة متجددة , أحتفل معها بأكثر من مناسبة في كل عام , تهيأت لها وتجملتُ محاولاً إخفاء آثار وبقايا الزمن على وجهي فوجدته عليها أكثر مني, شاخت ,هرمت , اشتعل رأسها شيباً , جسدها أصبح ممزقاً وأمسى وجهها المشرق مليئا بالتجاعيد , جروح قلبها المحطم كافية لأن تجعل منها دمية تتحرك كما يريد غيرها لا كما هي تحب أن تكون, مملة كئيبة لا شخصية لها ولا هوية , لم تكن كذلك مطلقاً , لم تعد كما كانت , تعود علاقتي بها إلى سنوات طويلة مضت , منذ أن كنت صغيراً , صغيرا جداً , وكبرت معها وفيها وبها , كانت تكبرني عمراً ولكنها تبدو أصغر مني مظهراً وشكلاً , فطرية , على طبيعتها لا تستعمل المساحيق الملونة ولا تحتاج إلى بودرة أو أحمر شفاه , أجمل وأحلى وأبهى من قريناتها , تُحسن التعامل , تُكرم أهلها وتحتفي بالضيف , تقضي معها أسعد اللحظات , وتعيش بها أجمل الأوقات وتنفق عليها كل ما تمتلكه من الغالي والنفيس وأنت مملوء بالسعادة , ممتن لها , لا تمل ولا تكل من التردد إليها والوقوف أمامها والنظر إلى جمالها وروعة خَلقها وخُلقها , كلامها ألحان وأغانٍ , حديثها طرب وفن. هذه ليست شهادتي المطعونة بعشقي لها , فكل من رآها أو زارها يقول عنها أكثر مما قلت , لا يعنيها غيرتي فهي تستمتع بكلام المديح وتُسعد بالغزل الصريح , أعوام و أعوام لم أرها , لم أزرها , قفلت بابها على نفسها بعد الظروف القاتلة التي ألمت بها , خمسة عشر عاماً وهي تئن وتتألم وأنا بعيد عنها , أتابع أخبارها في كل لحظة وحين لكن وللأسف لم أستطع أن أفعل لها شيئاً , كنت مخلصاً لها , تعرفت على غيرها الكثير فلم ينسوني إياها , نعم خنتها إذا كان ذلك مفهوم الخيانة , لكن لم انسها لحظة , فهي في عقلي ووجداني , حتى بعد أن اصبحت شمطاء شاحبة هزيلة , فأنا أقبل بها كيف ما تكون وعلى أية حالة لكن ما لا أقبله أن أجد أصدقائي وأحبابي ومن أمنتهم على أسراري يسابقونني إليها بل يلتقون بها خلف ظهري دون إذني أو علمي وهم يعلمون مدى حبي لها وغرامي بها وهيامي فيها . هل يرضيك ياسعادة المستشار محمد سعيد طيب يا أبا الشيماء ذلك وأنت رجل قانون , هل هذه هي مبادئ القانون الذي تتشدق به , أليست الأعراف في حكم القانون , وأنت يا دكتور وديع كابلي أستاذ الاقتصاد هل يرضيك وأنت تعلم كم صرفت عليها من عمري, هل يرضي المربي الفاضل بابا يعقوب إسحاق وهو من شاب شعره ليزرع في النشء القيم والأخلاق الحميدة, وهل هذا هو ما تقصده من كتابك (المعرفة قوة والحرية أيضاً ) يادكتور فهد العرابي هل بمعرفة أسرار صديقك تستخدم قوتك في الإعتداء على حرية الآخرين .وأنت يا دكتور عبد الله بخاري يا أستاذ الهندسة والعمارة لم تجد ما تقيمه غير تلك العلاقة مع محبوبتي , وأنت يا دكتور عبد الرحمن العرابي يا أستاذ التاريخ تغفل بكل بساطة عن تاريخي معها وعلاقتي الممتدة إلى عشرات السنين . وأنت يا أبا غنوة يا محمد دياب يا عمدة العمد هل هذه أخلاق العمودية التي تربيت عليها , حتى الرجل النبيل الدكتور محمد آل زلفة لم أسلم من منافسته , والسيد عبد الباسط رضوان بعماته يتآمر مع الإعلامي علي الظفيري لإبعادي في جزيرة وحيدا يقابلني فيها الإعلامي كمال عبد القادر بحوار من الداخل. الأستاذ قينان الغامدي أين شهامة وشجاعة أبناء القبائل , والطبيب الدكتور حمود أبو طالب هل هذا قسم المهنة الذي أقسمته بأن تحافظ على أسرار مرضاك , وأنت يا دكتور علي موسى ألا يكفيك عامودك الرشيق في الوطن , وأنت يا أستاذ الفن وصديق الفنانين يا علي فقندش هذا هو فن التعامل أم هو تعامل الفنانين , إذا كان هذا حال أصدقائي فما بال أعدائي , وإن كنتم لستم كذلك فأتركوني وشأني مع محبوبتي "بيروت" وإلا سأوكل عليكم الكاتب الكبير والمحامي الفذ الأستاذ محمد عمر العامودي ليتولى أمركم. فاكس 6602228 02