حاولت أن أحلل بعض المظاهر الاجتماعية وكأنني مقيم يعمل بحثاً عن الشاب السعودي، ولأنني كنت أحاول اكتشفت أنه من الصعب أن أنسى أنني جزء من هذا النسيج بحلوه ومره، فحاولت أن يكون البحث متوافقاُ مع ما يرضي الرقيب الشخصي ومن الواقع وليس من القواقع، كانت البداية كما هي بداية كل إنسان في الحياة بعد سن السابعة في المدرسة التي تأكدت أن أغلب الطلاب الأن لا يحبها ولا يعجبه فيها غير التجمع مع الشلة وممارسة كرة القدم، أسباب ذلك متعددة إلى درجة يصعب ترتيب أولوياتها كي يهتم بعلاجها الجراحي والضروري جداً إذا كنا نقدر، نتوجس أو نعمل للمستقبل. بالرغم من أن جل المشكلة يبدأ من المدرسة التي تستطيع أن تفتح مدارك الطفل وتعلمه بتدرج أساسيات يجب أن يعرفها في الحياة تتقدمها ثقافة العمل والمسؤولية الشخصية وتتخللها مفاهيم دينية جليلة في بناء الإنسان بتدبر القرآن وليس الحفظ فقط، إلا أن وزارة التخطيط جعلت كل اهتمامها بتطوير المنشآت والطرقات ولم تخطط لمن سوف يستخدمونها على الأقل لكي يحافظوا عليها، التخطيط أهمل برامج التوعية التي لا يلجأ لها العرب في غير الأزمات لأنهم يحترفون اسلوب الإدارة بالكوارث. ولكي لا يكثر الحديث عن الماضي باعتباره وسيلة المهزومين تركز البحث للتوصل لبعض الأدوات التي يجب استخدامها الأن وفي العصر الحالي لمحاولة إنقاذ ما يمكن انقاذه من الانحراف الفكري الذي يتفشى بين الشباب من الجنسين الأمر الذي يهدر طاقات ضخمة ذات إمكانات عالية ويرفع تكلفة الخدمات العامة وصيانتها بحكم أن الفكر المنحرف دائماً ما يسبب خسائر مادية تنافس الاجتماعية، من هذه الأدوات استخدام وسائل الإتصال المختلف لنشر الوعي بين الجميع في أمور يعتبر عدم معالجتها نوعاً من الإهمال الذي يسبب الانحدار في مختلف الجوانب الحياتية. استطاع مسؤولو المرور أن يجعلوا قائد السيارة يلتزم بربط الحزام والآن بالسرعة وإن كانت الوسيلة عقابية، لكن هنالك أموراً كثيرة الجهل بها أو بعدم معرفة صحتها يجعل ممارسها كالطفل الذي لم يجد من يعرفه الخطأ من الصواب، ولذلك المجتمع في حاجة إلى برامج توعية مكثفة بمختلف الوسائل والأساليب والتي تستحق أن يصرف عليها المليارات إذا ما عرف كيف تنفذ لتأتي بنتائج تحمي العقول لتحمى الأرواح وتنمو الأعمال ويحافظ على المقدرات. نحن لسنا أقل من الذين تحولوا من الحاجة إلى العطاء، بل نحن بلد معطاء، فلماذا لا نطور الفرد لكي يتطور المجتمع ويصبح قادراً على دخول العالم الأول الذي لا يقبل من لا يتحول، تحول من التخلف إلى المعرفة ومن الاستهتار إلى حقل العمل بعدما يعرف الفرد أن كرامته وعرضه لن يصانا بدون حماية الأوطان والوطن لا تحميه الشعارات والأشعار لأنه في حاجة إلى سواعد تبنيه وتحافظ عليه فكرياً،اقتصادياً، صحياً، ثقافياً و اجتماعياً فتتحقق له المنعة وبدون هذا الترتيب تصبح المعادلة فاشلة لأنها تحولت إلى معاملة برقم وتاريخ. لم ينته البحث ولكن انتهت المساحة. عضو الجمعية العالمية لأساتذة إدارة الاعمال - بريطانيا