عندما تضج القلوب تكون في قمة سعادتها وعندما تندف خيوط شباكها حول من أحبت فإنها تعطي لذلك كل شجنها وكل نبضها، فكيف إذا كان الحبيب ملك تلك القلوب بعطفه وإنسانيته وحبه لأمته للصغير قبل الكبير وللفقير قبل الغني ,لا ينزعه من حبه فوارق في اللون أو اللغة كأنه يتمثل قول الإمام علي بن أبي طالب : «الناس صنفان إما أخ لك في الدين أو نظير لك في الخلق». هو هكذا لا تمييز لديه ضد أحد مهما كان ذلك الأحد بعيداً عنه، فهذه الشفافية التي انطبعت نفسه بها لم تكن إلاَّ نتيجة طبيعية لذلك الخلق الكبير الذي يتمتع به حتى أصبح علامة فارقة له بأنه ملك الانسانية.لقد كان خروجه من المستشفى بتلك الابتسامة المشرقة رغم ألم الجرح ورغم وجع الجسد فإنه كان صادقاً مع نفسه ومع أمته وشعبه لقد كنت يا سيدي ذلك الأب الذي اشتاق إلى أبنائه. نعم لقد كان الأبناء أكثر شوقاً وترقباًً لأخبارك، إنهم يبحثون عن نتف من أخبارك عبر كل الوسائل فيذهبون إلى خالقهم وألسنتهم تلهج بالدعاء وقلوبهم تنبض بالرجاء في أن الله لا يخيب أملهم فيه بإلباسك رداء الصحة والعافية وقد استجاب الله لهم ما أرادوا. لقد ملكت قلوبهم وتوسدت أفئدتهم فأنت الوفي لهم الصادق معهم يا ابن عبدالعزيز. نعم إن الله كريم منان شفيق بعباده المخلصين وأنت في سدتهم إخلاصاً وحباً ورهافة حس وحسن لقاء ,سلمك الله من كل مكروه وأدامك في رعايته وصونه. إنه سميع مجيب الدعاء.