الانتخابات في مؤسسات الطوافة، تقضي تحديد المصلحة الوطنية وتوشيج الأهداف ودراسة موازين القوى العملية للمطوفين وتمييز الممكن من الصعب والضغط لتحسين الوضع وإنجاز شيء ما.. سمعنا منذ سنوات عن هذه الانتخابات حتى تحققت الامنية. فصرنا نطرب لسماع هذا القول فازداد المطوفون زهواً.. فالمطوفون في الحاضر أحسن مما كانوا مائة مرة.. واقل مما نتمنى مائة مرة.. وليس معنى اننا نريد الكثير.. او اننا نستهين بما تحقق على العكس ان ما حدث في السنوات القليلة الاخيرة كان يبدو قبل ذلك من المستحيلات ولكننا حققنا الكثير والمستحيل في هذا العمل.. وهذا هو الذي يجعلنا نطمع في ان نحقق شيئا جديدا في كل ميدان يحترم مصلحة الحجاج. وبانطلاقة الانتخابات لهذه المؤسسات حطمنا الظروف التي كانت تقيدنا. ولكننا لم ننطلق بالسرعة الى الغد الجديد فأنا متفائل بمستقبل هذه المهنة التي تشرفنا بها في مكةالمكرمة. ويبتسم الكثير من ابناء المهنة وصاروا يقولون ان العمل عبادة ولست أكتم أن مؤسسات الطوافة لقيت في عمرها مايلقى كل وليد من تقلبات الحياة من الشدة والرخاء ولكنها ظلت في الحالتين صامدة سائرة في طريقها المرسوم ولعل الله جازانا على قدر نيتنا فألهمنا العزم على ان نظل نخدم ضيوف الرحمن بيته الحرام.. مهما كانت الظروف والعقبات ومهما تحملنا في سبيلها من تضحيات نقدمها قرباناً الى الله والتماساً لمثوبته ورضاه. فالمطوفون احبوا المهنة والذي يحب يحتاج دائما الى النظارة وكلما زادت قوة النظارة ضعف الحب.. فالحب الحقيقي هو ان تنظر وزارة الحج في اعادة صياغة شروط الانتخابات التي وضعت ولم يشترك احد من المطوفين الكبار اصحاب الخبرة منذ نعومة اظافرهم مع آبائهم واجدادهم، فدخل في الانتخابات من لا يملك الخبرة الكافية ليكون عضوا في مجالس الادارة وكل الذي حدث ان النوافذ فتحت مشرعة للشمس واضأنا النور فاستطعنا ان نرى الأفضل، فالجديد هو النور والقديم هو الطبقة الجديدة.. واخشى ان يخطئ الناس فهم الدوافع الطيبة لهذا القول.. ولا يتصور احد ان القول هذا مقصود به الاساءة الى عواطف احد.. وانا عندما ابدي رأياً لا اعتبر نفسي شجاعاً بل انني امارس حقي كمواطن ومطوف وحق كل واحد في النقد البناء وابداء الرأي.. وان سعادتي في ايماني بحرية الرأي. وقلبي لا سلطان لأحد عليه . الشعور العام لدى المطوفين ان مجالس ادارات المؤسسات ارتبطت بعدة مشاريع مثل اقامة المباني السكنية للمؤسسات ومشاريع تجارية اسندت لبعض المقاولين وبدء العمل فيها والاشراف عليها يستوجب بقاء من اشرف على دراسات هذه المشاريع من بعض اعضاء المجلس الحاليين ورئيسهم وياليت ان يتم التمديد لهم ولو لمدة عامين لحين انتهاء المشاريع المطروحة للتنفيذ وتطعيم المجلس برجال ذوي خبرة في مهنة الطوافة. ممن يكونون واسعي البال، شجعاناً في ابداء الرأي مقتدرين على ان يدلوا بأدلتهم في اقتراحاتهم لتطوير خدمات الحجاج.. وان يكون الواحد فيهم ذا مقدرة على ان يدلي بآرائه دون ان يبعد عن جو الرضاء ومقدرته على تذليل العقبات التي تعترض سبيل سير العمل الميداني، ولا يخشى ان تنشر سحابة فوق رأسه فتنصرف اذنه عن حسن الاصغاء والا يقول الى اي طريق نحن مساقون.. لان مهنة الطوافة هي صنعة الشجعان الذي شقوا طريقهم لا لمصلحة خاصة بل يضحي في سبيل خدمة حجاج بيت الله الحرام.فأنا أعرض لمعاليكم هذه المقترحات لمعالجتها بحكمتكم المعهودة فان عوازم الامور افضلها ولابد من تعاون الجميع فقطرة المطر وحدها - يا معالي الوزير - ضعيفة فاذا اجتمعت القطرات كونت سيلا تفيض به الانهار وتروى الاقطار. انتم يا معالي الوزير حملتم هذه الامانة وهي تنوء بها الرواسي ولكن ثقلها تحوطه روعة ويحفه جلال يتأسى به من يعرف الواجب ويصبو على حسن القيام به.. وفقكم الله. مكة المكرمة