هذا موضوع كتاب لرحلة او زيارة قام بها مؤلفه الاستاذ عادل عبدالصمد رئيس تحرير مجلة الهلال المصرية في الصيف الماضي بدعوة من وزارة الثقافة والاعلام العمانية وقد عبر المؤلف عن جولاته هناك وانعكست له صورة عمان البديعة عن كثب وذلك من نواحي عدة: اولاً: الناحية الاجتماعية. ثانياً: الناحية الثقافية. ثالثاً: الناحية السياسية والاقتصادية. وقد صدر الكتاب مؤخرا في سلسلة كتاب الهلال المشهورة ويُعد طرحا ثقافيا جيدا في متناول كل يد وقد تقدمت دولة عمان خلال العقود الاربعة الماضية، تقدماً واضحاً في كافة المستويات التعليمية والاجتماعية والاقتصادية وظهر على شعبها سيماء التقدم والنجاح وكما نما التعليم نمت ايضا الموارد الزراعية والنفطية والمياه العذبة ومحاصيل الحبوب الزراعية. وخاصة النخيل التي تنتج كميات كبيرة من التمور وفي عمان توجد الملايين من النخيل. وهي محاصيل تدر على البلاد خيرا كثيرا من الصادرات مقابل هذه الواردات الضخمة. ولموقع عمان استراتيجية مهمة جغرافيا وبيئيا وللموقع هذا دور جيد من النواحي المختلفة، الامر الذي يجعل لهذه السلطنة منظورا عاما عالميا واقليميا وتاريخيا فلعمان مكانة عربية واسلامية مهمة جدا، حتى ليورد المؤلف مقولة لسلطان عمان: اننا نعيش في عالم متداخل المصالح وان تعاوننا مع هذا العالم انما يأتي انطلاقا من المصالح العليا للسلطنة واسهاما في استتباب الامن والرخاء في ارجاء المعمورة" . وهي المقولة التي توضح دور عمان الاقليمي والعربي والدولي. وهذا ينعكس على داخل البلاد حيث التنمية البشرية ويظهر دور المرأة المتعلمة الى جانب الرجل المتعلم امراً حديثاً جيداً. وركيزة من ركائز التنمية العمانية المفيدة للتقدم والتحضر والازدهار. لذا حرصت السلطنة على الانضمام الى مجلس التعاون لدول الخليج العربية تعزيزا لمسيرة العمل الخليجي وتفعيله سياسيا واقتصاديا واجتماعيا وثقافيا وهو المجلس الذي قطع شوطا كبيرا في العمل المشترك, وعمل قادته على تسريع الأداء وازالة المعوقات التي تعترض مسيرة العمل المشترك في شتى المجالات بما يعمق المواطنة السياسية والاقتصادية والفكرية لمواطني دول المجلس وتتابعت الخطوات والقرارات التي تعزز التنسيق والتكامل بين دول المجلس في شتى المجالات. وهذا تكامل تقدمي متطور لكافة دول الخليج العربي التي تطورت معنوياً ومادياً وعملياً وعلمياً واقتصاديا وسياسياً واجتماعياً وثقافياً سواء كلها المملكة العربية السعودية ودولة الكويت ودولة الامارات العربية المتحدة ومملكة البحرين وقطر وعمان. وقد اخذت كل دولة من هذه الدول الخليجية تطوراً مزدهراً وتقدماً معتبراً ونالت سلطنة عمان نصيبها الذي جمع بين الاصالة وعلوم العصر الحديث والموروث العلمي والثقافي واعلن السلطان ان قوة عُمان الحقيقية تكمن في تراثها العريق وشرائع ومبادئ الدين الاسلامي الحنيف اضافة الى صقل المهارات البشرية والتجديد الفكري المستمر وتأصيله، وكذا التنمية الانسانية والنهوض العماني في شتى المجالات لبناء الانسان العماني الى جانب اشقائه الخليجيين والعرب. تعليمياً واقتصادياً وثقافياً واجتماعياً، وهذا النهوض المعنوي له ابعاده البيئية والزمنية حيث تم من العام 1970م الى يوم الناس هذا لتشاهد السلطنة تقدماً عريقاً وحضارة متطورة وانه لازدهار ثابت وتقدم ساطع لم تشهد البلاد مثيلاً له من قبل. وتتكون عمان الحديثة من تسع محافظات اشهرها مسقط وظفار والظاهرة يشكل كلها 61 ولاية.وعند ذكر هذه البلاد الواسعة يعبر المؤلف عن جولاته فيتساءل: من اين ابدأ لانعاش الذاكرة واستعادة سطور التاريخ الفريد لعمان؟ كيف ارتب جولاتي في ايام قلائل وسط هذا التنوع النادر وثراء الطبيعة الزاخرة المتعددة الالوان والاشكال واصالة الآداب والفنون والتراث؟ ومن خلال المعلومات التاريخية والمشاهد الاثرية قدم لنا المؤلف عادل عبدالصمد صورة رائعة لعمان في رحلته الموسوعة: "عُمان.. اللؤلؤة المضيئة" ولعل القارئ - إن اراد - مشاهدات ومعلومات أكثر فعليه بالكتاب.. من منشورات دار الهلال بمصر.