سباق محموم للحصول على المادة ؛ليس من الشركات والمؤسسات المالية فقط ؛بل من جميع الناس إلا من رحم الله ،الرجال والنساء بل حتى بعض الأطفال أصبح في هذا الزمان يحسب للمال ألف حساب وفي الحقيقة أن للمال أهمية ورونقاً خاصاً ،وقد بين الله ذلك أتم بيان حين قال :(المال والبنون زينة الحياة الدنيا ...). وقال تعالى :(زين للناس حب الشهوات من النساء والبنين والقناطير المقنطرة من الذهب والفضة والخيل المسومة والأنعام والحرث... )،ولقد بلغنا عن الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم أنه قال في الحديث الصحيح :(لو كان لابن آدم واد من ذهب أحب أن له وادياً آخر . ولن يملأ فاه إلا التراب . والله يتوب على من تاب ). فهذه حال النفوس البشرية في حب المال ورجاء الحصول عليه ؛لكن هذه النفوس تختلف في السبل التي تسلكها للحصول على المال فطائفة تسعى قدر استطاعتها أن لا تأخذ المال إلا من حله ولا تصرفه إلا في محله .فهذه الطائفة شرف للمال أن يحل في أيديها ويكون المال خير لها وللمجتمع كله. وطائفة –نسأل الله السلامة والعافية –لا تبالي من أي الطرق جاء المال أم من حلال أم من حرام . ولا يهمها إن كان مال يتيم أو أرملة أو مسكين ؛وإذا كان هذا المال مالاً عاماً إن كان حله وجواز أخذه عندها من باب أولى . وما علمت هذه الطائفة أنه كما أن لكل نفس أجل لا تستقدم ولا تستأخر عنه ؛فإن لها رزقاً لا يزاد فيه ولا ينقص. وفي الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم :(أيها الناس اتقوا الله وأجملوا في الطلب ،فإن نفساً لن تموت حتى تستوفي رزقها وإن أبطأ عنها ،فاتقوا الله وأجملوا في الطلب ،خذوا ما حل ،ودعوا ما حرم). وقيل لحكيم لو أغلقنا على رجل غرفة ومنعناه من الخروج منها ،فمن أين سيأتيه رزقه ؟ قال :من حيث كان سيأتيه أجله. ولا ننسى أن اطابة المطعم من أسباب إجابة الدعاء. [email protected]