تميزا المسجد الحرام والمسجد النبوي الشريف في التسعينات الهجرية وما قبلها من أعوام عديدة بوجود الأغوات بساحات الحرمين المتميزون بلباسهم عن غيرهم ، ويقومون بخدمة الحرمين خدمة شامله كاملة ، ومع مرور الأيام ووفاة أغلبيتهم ، وتقدم من بقي منهم في السن حُصِرت أعمالهم في أمور قليلة ووزعت الدولة أعمالهم دون أموالهم إلى جهات حكومية وأخرى أهلية تتولى القيام بشؤون تلك المهام تمشياً مع التطور الذي شمل شتى المجالات الخدمية ، وكان من نصيب وزارة الداخلية قيادة أمن المسجد الحرام والمسجد النبوي الشريف [حراسة الحجرة النبوية الشريفة ، وتنظيم الوافدين للسلام على الرسول الأمين عليه أفضل الصلاة والتسليم ، وصاحبيه الكرام رضوان الله عليهم ] فالباس العسكري المميز لرجال الأمن يمنحهم هيبة ، ويساعدهم في القيام بأعمالهم الموكلة لهم ، وإنني أرى "والله أعلم" أن ما دعا إلية فضيلة الشيخ الدكتور سلمان العودة بصحيفة (المدينة) إلى أن يستبدل العسكريون في الحرمين الشريفين زِيّهم العسكري بلباس خاص أو مدني حتى تزول عنهم صبغة الأمر والنهي الصارم في التعامل مع الزائرين ، ويجعل الزائرين أكثر إطمئناناً ، وما وافقه عليه معالي الدكتور محمد عبده يماني رحمة الله تعالى ، فمن وجهة نظري أرى أنه لا ينبغي أن يكون الأمر كذلك لعدة أمور يعلمها أرباب القول المبين. نحن بحاجة شديدة إلى رجال الأمن وبلباسهم العسكري المميز ليقوموا بنشر الأمن والأمان ، وبث روح الطمأنينة بين زوار الحرمين الشريفين ، ولكن ما هو مطلوب من مقام الجهات المختصة التي تعود إليهم مرجعية رجال أمن الحرمين تثقيفهم تثقيفاً علمياً مبني على أصول تربوية ، فالعدد قليل ، ويمكن التحكم فيه ، وإختيارهم بدقة فائقة من بين مجمل رجال الأمن بمقام وزارة الداخلية ، وحبذا أن يكونوا من حملة الشهادات الجامعية المتخصصة في العلوم الشرعية ، ومن ثم منحهم دورات تدريبية على مدار العام تنمي في داخلهم روح التعامل القيم مع الآخرين ، وبذلك نكون أوجدنا بيئة جديدة في المجال العسكري تتعامل مع الغير بطريقة لبقه عالية خالية من الأوامر والنواهي القاسية التي تختزلها العقول تجاه رجال الأمن. فما أدلوا به ، وما يقول به غيري ، وما يراه البعض الآخر صحيح... جميعها وجهات نظر صائبة ، فالزاوية التي يرى من خلالها القائل تلك المقولة صحيحة بالنسبة له. ولكن القول الفيصل لا بلسان (زيد أو عمر) عمر أو عمار إنما هو بيد ولاة الأمر الذين منحهم الخالق عين البصيرة ، والفهم القويم ، والرأي السديد ، والله على ما أقول شهيد ، وإن غداً لناظره لقريب. همسه : في ظل الأمن والأمان تحلو الحياة. ومن أصدق من الله قيلاً {فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ} [email protected]