ليس في تعاقب الأعوام أمر جديد،ولا في تصرم الأعمار خبر فريد أيام تهدم أياما وأعوام تنُسي أعواما؛ أفراح وأحزان ذنوب وطاعات. تغيرات وتحولات ؛طفل قد أصبح رجلاً،وشاب قد صار كهلاً.ولعلنا عند تأمل مسيرة الأعوام نتذكر أن كل عام يقربنا إلى اللقاء الذي لا يعلم كيف يكون إلا الله مع ملك الموت. فأنا وأنت في هذا العام أقرب إلى الموت منا في العام الماضي. قال ابن مسعود رضي الله عنه:(ما ندمت على شيء ندمي على يوم غربت شمسه نقص فيه أجلي ولم يزدد فيه عملي). ولعلنا نعلم أيضاً أن كل عام ما هو إلا كحصالة متوسطة الحجم قد ملأها صاحبها بأصناف الأعمال، فبعض الناس قد ملأها بالصالحات وبعضهم قد ملأها بأعمال يظنها صالحة فبان عند تفقدها غير ذلك فمنهم من زُين لهم سوء عملهم، ومنهم من خالط أعماله الرياء فأفسدها.وآخرون قد خلطوا عملاً صالحاً وآخر سيئاً. ومن الناس من ملأ حصالته بأصناف السيئات فلا يكاد يرى فيها غير سواد الذنوب.ولعلنا نعلم جميعاً أن كل عام تشرق شمسه سيرحل عنا عند قضاء أجله؛ لكنه لا يرحل بمفرده؛ بل يرحل معه بمن انقضى فيه أجله منا. ولعلنا نعلم أن خير طريقة للتعامل مع العام الجديد أن نستقبله بالتوبة النصوح والعزم على عدم العودة للذنوب والعزم على امتثال أوامر الله واجتناب معاصيه والتمسك بسنة نبيه صلى الله عليه وسلم والسير على طريقة السلف الصالح. ولا يخفى علينا أن العام الواحد عبارة عن اثني عشر شهراً، والشهر أسابيع والأسبوع أيام والأيام ساعات والساعات دقائق! فمن صلحت دقائقه وساعاته صلحت شهوره وأعوامه. وأحب العمل إلى الله أدومه وإن قل. اللهم أصلح المقبل من أعوامنا وزودنا التقوى في القادم من أيامنا، اللهم تب علينا من كل ذنب أذنباه أو حق ضيعناه أو مسلم ظلمناه أو حد تجاوزناه.ربنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين. [email protected]