كانت (البلاد) أول صحيفة بل وظلت على مدى سنوات تتابع بداية العمل الأمني في ملاحقة «المتخلفين» والمقيمين بدون اقامة نظامية كان ذلك في اعوام 98-99-1400ه. الفريق جابر كان العقيد جابر عبدالحفيظ الفريق في ما بعد وكان قائداً لقوات الحج والمواسم في مقرها في العزيزية في مكةالمكرمة كان هو قائد «حملات» القبض على المتخلفين في كافة مدن المنطقة بل يتعدى عمله للمدينة المنورة إلى جانب مكةوجدة والطائف وان كانت النسبة الأكبر لمخالفي الاقامة في مكةالمكرمة. وكان مدير الأمن العام تلك الفترة الفريق أول فايز محمد العوفي -يرحمه الله- وواصل الاشراف على حملات المتخلفين بعد انتقال الفريق جابر لأعمال أخرى أكبر وآخرها قائد القوات لأمن الحج.اللواء عبدالله بن حمود الحارثي الذي عرفناه «رائداً» عندما بدأنا العمل الصحفي في 1397ه في (البلاد) مديراً لمرور مكةالمكرمة. ملاحقة على مدار الساعة يتبع الفريق جابر أعداد كبيرة من رجال الأمن ضباطاً وضباط صف وجنوداً ينتقلون باشرافه من حي لآخر في مكةالمكرمة واماكن تواجد مخالفي الاقامة من الجنسيات المختلفة وكانوا تلك الفترة من اخواننا «الافارقة» وقد رأيت الفريق جابر في العديد من المواقف وهو يحمل قلب رجل لا يخشى الاعتداءات المتكررة من هؤلاء هرباً من القبض والترحيل حتى لو وصل بهم الأمر لقتل من هو أمامهم من رجال الأمن أو المواطنين حباً في البقاء والعمل وقد ظلوا سنوات طويلة وفوجئوا بعمليات الترحيل التي قادها الفريق جابر وقد أحُسن اختياره. صباح كل يوم تبدأ الحملات بعد صلاة الفجر مباشرة في احياء وجبال مكةالمكرمة بتواجد الفريق جابر الذي كان بعد ذلك يقود الحملات وهو مشرف على أمن المسجد الحرام وتستمر الملاحقة حتى ما قبل صلاة المغرب وكنت كثيرا ما ارافق الفريق اثناء بحثهم عن المتخلفين في احياء مكة - المعروفة والتي يختارها هؤلاء للسكن لطبيعتها وكثافة سكانها او لجغرافيتها ووجود مساكن وتجمعات من الناس يتواجدون بينهم خوفاً من الظهور أمام رجال الأمن. الحصيلة وكنا في (البلاد) ننشر يومياً نتائج الحملات بالخطوط العريضة «القبض على 2000 متخلف في مكة صباح أمس» وكانت الأعداد ضخمة ومخيفة ومما فوجئت به أن الفريق جابر رغم مرور أشهر طويلة على اشرافه على هذا العمل الشاق لم يتراجع أو يطلب الاعفاء منه. الدفاع عن النفس كان المخالفون للاقامة من الافارقة الذين عرفوا بقوة الجسم وصلابة وقوة خارقة وفي أحد الأيام وبينما عدد من رجال الأمن يطاردون المخالفين في بعض أحياء مكة فوجئنا بقيام أحد هؤلاء بحمل اثنين من الجنود والسير بهم وبدأت الملاحقة من زملائهم لانقاذهم وكان منظراً مضحكاً مع ما فيه من عمل وطني وتضحية من رجال الأمن وقائدهم الفريق جابر. صراحة الفريق كان الفريق جابر رجلاً عصامياً من أهالي «رابغ» يتحدث على طبيعته دون خوف أو خشية من النشر وكنت استغل ذلك فيه واخرج بأخبار قوية ومهمة ل (البلاد) من قائد الحملة الفريق مباشرة. مواقف إنسانية علمت تلك الفترة أن الفريق جابر لم يكن يسمح لرجاله باقتحام المنازل التي يتواجد فيها سيدات وكان يترقب خروج المخالفين للقبض عليهم في أماكن العمل أو الشارع أو أماكن تجمعاتهم بحثاً عن العمل وكان يردد دائماً أن اصرار هؤلاء على البقاء دون تصحيح لأوضاعهم جريمة يجب أن يشارك كل مواطن في القضاء عليها.