مواد النظام تعطي الحق للموظف في طلب التقاعد بعد خدمة محددة تزيد عن العشرين عاما والمقصود هنا "التقاعد المبكر" الذي هو حق للموظف او الموظفة ومن الواجب ألاَّ يرتبط بأي احوال او اجراءات للجهاز الذي يعمل فيه الموظف طالما اتفق ذلك مع مواد النظام.. لكن الواقع يتحدث بغير ذلك إذ اتصل بي معلم وزوج معلمة في مكةالمكرمة ونقلا لي رفض الادارة التعليمية طلب التقاعد في الوقت الذي زادت خدمتهما عن 30 عاما فالمعلم يقول انني عملت 35 عاماً معلماً للتربية البدنية ووجدت انه من الافضل ان اترك الفرصة لغيري الى جانب وجود ظروف اسرية تتطلب التفرغ لها ومرافقة احد اقاربي المرضى في رحلاته العلاجية الا انني - يقول المعلم - فوجئت برفض الادارة الأهلية التعليمية لطلبي او تحديد موعد من قبلهم مع اهمية استمراري في العمل ويتحدث زوج المعلمة التي زادت خدمتها عن ثلاثة عقود بأنها تلقت خطابا من الادارة التعليمية يطلب استمرارها في عملها وتضمن الخطاب عبارة "للمصلحة العامة". ويقول ان زوجته لديها الكثير من الظروف التي كانت خلف طلبها التقاعد اضافة الى انها تتفق مع ما جاءت به مواد النظام ويسأل لماذا يرفض طلب المعلمة؟ حقيقة ومع معرفتنا بظروف العمل في المدارس وحاجتها للمعلم والمعلمة خاصة وبعض المدارس تتلقى اكثر من طلب متقاعد وهو ما يؤدي الى خلل في الجدول الدراسي الا انني اسأل وزارة التربية والتعليم وهي من طلبت من ادارتها في المناطق تحديد زمن معين لتقدم المعلم أو المعلمة بطلب التقاعد اسألها ان تعمل فك رموز هذه العملية الحسابية التي تقول ان هناك المئات من المعلمين والمعلمات في مختلف التخصصات ينتظرون التعيين ومنذ سنوات حتى اضطروا للعمل في العديد من الاعمال وبعضهم في المدارس الاهلية التي لا تقدم لهم إلاَّ مكافآت ضعيفة فلماذا لا تعمل الوزارة على الاستفادة منهم وتعطي الفرصة وتفتح المجال لتقاعد المعلمين والمعلمات وفي ذات الوقت ستجد في المعينين الجدد الحماس والاقبال على العمل والنشاط الذي يفوق نشاط القدامى والذين اعطوا الكثير من الوقت والصحة ولا زالت وزارتهم ترغمهم على الاستمرار دون وجه حق متجاوزة نصوص النظام التي لاتمنع الموظف بعد قضاء فترة محددة في الخدمة من طلب التقاعد المبكر ولماذا لا تطبق ذلك على من وصلوا للسن النظامي "الستين" عند رغبة بعضهم في الاستمرار وتعمل على تجهيز اجراءات تقاعدهم قبل وقت طويل من نهاية خدماتهم النظامية.. ان امثال هؤلاء الذين ارادوا ان يغادروا العمل لن تستفيد منهم المدارس بل انهم يؤدون اعمالهم دون استعداد وفي اجواء غير مناسبة ولا تتفق مع اجواء التربية واستعداد المعلم أو المعلمة وبالتالي نحن "نزج" بالقوة بمعلم ومعلمة داخل الفصل الدراسي مع وجود من يطلب العمل الأمر الذي لا يحقق التقدير للمعلم والمعلمة على ما قدموه طوال هذه السنوات.. افسحوا المجال وحققوا العمل للعاطلين حتى لا يترك هؤلاء اعمالهم وفق النظام وعندها لا تستطيع الوزارة اعادتهم وتبدأ المشكلة.