المسلمون أمة متنوعة الأعراق، اختلطت دماء اهلها حينما جمعهم الاسلام ديناً، فانصهروا في امة واحدة عالمية الدعوة، لن تجد جنساً بشرياً الاّ وله نصيب منها، فإخواننا المسلمون اليوم في سائر اقطار الأرض عربا وعجماً ينتمون الى الأمم كلها، فالهندي المسلم يجاوره اخوه الباكستاني والبنغلاديشي، والمسلمون الهنود لا يستهان بهم عددا ونشاطا، وكذا في شرق آسيا من شعوبها مسلمون ثابتو الايمان، وفي الغرب لنا اخوة من كل اعراقه مخلصون لدينهم، وان شاع في القديم بين العرب وغيرهم من الاعراق خلافات، فظهر بين بعض اهل البلاد التي دخلها الاسلام عنوة من حمل للعرب عداء، باعتبارهم مادة الاسلام وحملته اليهم حين الفتح وبعض الكراهية، فإن مثل هذا لم يعد قائما، واحياؤه اليوم عظيم الضرر على الامة. فالشعوبية مضى زمانها، والعصبية للقبيلة قد أماتها الاسلام، والمسلمون اليوم بكل اعراقهم واجناسهم ولغاتهم وثقافاتهم هم امة واحدة، ومن مصلحتنا جميعا الا نفرق بينهم، فندعي ان في المسلمين من هو شعوبي يكرهنا، واخوتنا الفرس المسلمون حاشاهم ان يكونوا مجوساً، وادعاء انهم مجوس انما هو تأجيج نار عداوة تشعل بين المسلمين، لا يقرها عقل ولا دين، واذا كان لبعض الفرس دولة هي ايران، فليس كل من فيها ينتمي الى هذا الجنس، بل هم من اعراق مختلفة، وبينهم منا عرب، والدولة الايرانية ان كان بينها وبين دول اسلامية وعربية خلاف سياسي، فبين الدول العربية ذاتها مثله، فليس مرجع ذلك الى سبب واحد نستحضره من حفريات التاريخ، فنجدد له حديث شعوبية وعروبة، او ان ندعي انهم مجوس ونحن مسلمون، فنحن اليوم في امس الحاجة ان نقضي على كل ما يثير الاحقاد ويورث الكراهية والبغضاء بين جماعاتنا المسلمة وطوائفنا، فالعدوان علينا من كل جانب واقع، فإذا اثرنا نعرات العصبية والعنصرية والطائفية بيننا فنحن بذلك نخدم عدونا ليسهل عليه العدوان علينا واستعمارنا واستلاب ثرواتنا فهلا ادرك العقلاء هذا، ولم ينساقوا وراء هذه الدعوات المفرقة لجماعتنا، والتي جاء الاسلام للقضاء عليها فهذا ما نرجوه والله ولي التوفيق. ص.ب: 35485 جدة: 21488 فاكس: 6407043