لا أحد ينكر أن شخصية (حاتم الطائي) هي شخصية عربية جاهلية خالصة، ارتبط اسمها بالكرم العربي على مر العصور، سواء لدى العامة من الناس، أو المتعلمين ليس في الجزيرة العربية فحسب، بل على المستوى العربي بكل أطيافه بما فيها منطقة (حائل) السعودية، والتي تفخر بظهور شخصية عربية حملت تلك الصفة الحميدة، والتي حثتنا الشريعة الإسلامية فيما بعد بأن نتحلى بها. قضية اسم مدرسة (حاتم الطائي) ظهرت لدى البعض ممن يعارضون هذا الاسم كونه جاهليًا وكافرًا مع العلم أن العاطفة جرفت أولئك البشر بمن فيهم المعارضون تجاه الخصلة التي يتحلى بها حاتم وتناسوا أنه جاهلي وكافر إلى وقتنا الحاضر مما أخرج لنا العديد من المسؤولين السابقين والحاليين تجاه هذه القضية، فالبعض منهم يثبت أن اسم (حاتم الطائي) قد تم خلال فترة إدارته، والبعض الآخر ينفي وجود الطائي في الاسم، الأمر الذي يدعونا للتساؤل إذا كان اسم حاتم الطائي هو الشاعر الجاهلي والكافر في تلك الحقبة الجاهلية فمن هو (حاتم) يا من تصر بأن اسم المدرسة حاتم وليس حاتم الطائي كون المدرسة ومن ينتمي لها لا بد لهم أن يعرفوا نبذة عن الشخصية التي تحمل اسم مدرستهم؟ قضية مدرسة حاتم الطائي في الآونة الأخيرة أخذت منحنى كبيرًا وإشكالات متعددة من خلال الإعلام وبخاصة المقروء حتى أصبحت حديث المجتمع بين مؤيد ومعارض، وبين من يثبت اسمها من المسؤولين بالأوراق والأدلة والبراهين، وبخاصة ذلك البرهان الرسمي لختم المدرسة على أوراق المدرسةالرسمية، والشهادات الخاصة بالطلاب، وبين من يدعي أن اسمها (حاتم) فقط في ادعاءات قد لا يكون لها أساس من الصحة من خلال التعذر بخطأ مقاول، أو موظف. الأمر الذي يدعو للغرابة أن حاتم الطائي اسم تحمله العديد من مدارس التربية والتعليم بمختلف مناطق المملكة، فهل هذا خطأ مقاول أو موظف يا سعادة المدير؟ كذلك المدهش في الأمر أن المدرسة مرت بثلاث مراحل لأختامها المعتمدة بإشراف وزارة المعارف المسمى القديم للوزارة، ووزارة التربية والتعليم الاسم الحالي الذي شهد مرحلتين بالنسبة للختم فالأول والثاني يحمل اسم (مدرسة حاتم الطائي) والثالث يحمل مسمى (مدرسة حاتم) الأمر الذي يدل مدلولًا تامًا على تغيير اسم المدرسة. واخيرا علينا أن نكون مجتمعًا متعلمًا وراقيًا بعيدًا عن الأمور التي لا تخدم مصلحة الوطن والمواطن العزيز من خلال إشغال الناس بأمور لا جدوى منها من خلال قبول مسميات أو رفضها، أو الخطأ في بعض الأحيان، وخذوا على سبيل المثال الاسماء التي تعج بها بلادنا الحبيبة من خلال لوحات المؤسسات أو المحلات التجارية، والفنادق، وأماكن الترفية، والبنوك، بل بعض المحلات تحمل اسماء بعض الحيوانات وليس البشر، وكذلك المناهج الدراسية تعج باسماء جاهلية وأخرى غربية، أو حتى مواد اللغات الأخرى فهل يحق لنا أن نلغي التاريخ واسماء المشاهير والعلماء أو العلوم أو الثقافات التي أتت من غير المسلمين بما فيها العصر الجاهلي؟ فمصلحة الوطن تحتاج منا الوقوف معا من أجل نهضة البلاد بعيدًا عن الأمور التي لا تسمن ولا تغني من جوع هذا من جهة اسم مدرسة (حاتم الطائي) لكن ربما الأيام تتطور وتشمل نادي المنطقة نادي (الطائي). عبده بلقاسم المغربي- الرياض