لنتخيل أن ثلاثة اصدقاء جلسوا في مجلس يتبادلون الأحاديث حول ما مر بهم من صور ومواقف اجتماعية غير حميدة لها أثر سلبي في التعاملات القائمة بين الناس وقد اتفقوا أن يكون مدار حديثهم عن اشخاص لا يتوقع الإنسان منهم التصرفات الناقصة لان مظهرهم وأحاديثهم العامة عن الأخلاق والمُثل والصدق والصلاح والإصلاح في كل مجلس يغشونه ثم يتصرفون عكس ذلك ولأن المجلس والاصدقاء الثلاثة تصوري وليس حقيقياً فإنني اتصور ان يكون الثلاثة الأصدقاء هم الأستاذ محمد الحساني والأستاذ خالد الحسيني والأستاذ محمد الحتيرشي وتكون البداية للحساني فيقول: لا أريد ان أكون المتحدث الأول أريد أن أترك الحديث لأخي الحسيني وبعده يتحدث الحتيرشي لأنني أريد أن يكون كلامي هو القفلة ومسك الختام وأشار للحسيني بالبدء.. فقال: إنني أتذكر شخصاً كان إذا جلس في مجلس من المجالس فإنه يعظ الجميع ويذكرهم بأفعال الخير والحرص على الظفر بما هو أفضل من حُمر النعم وإن رأى شخصاً يغتاب آخر فإنه يقول له لا تغتب أخاك المسلم ولكنه في غمضة عين يفعل عكس ما يأمر به ويدعو إليه، فقد وصف في مجلس شخصا بأوصاف غير حميدة وبعد فترة قصيرة وصفه بأوصاف حميدة وأنه الإنسان المناسب لحل الخلافات وكال له المديح فتعجبت من تناقضه فناقشته فرد علي بكل برود وبيّن أن الظروف هي التي دعته إلى مدح الشخص الذي ذمه في السابق لأنه شخصية زارته لذلك مدحه فقلت له والكلام للحسيني ولكن وصفك الأول له بتلك الصفات الرديئة وأنه ينكر بعض الثوابت التي تدعو إليها ثم نراك تمدحه يُبين أنك إما أن تكون كذاباً في الوصف الأول أو في المدح الثاني فرد علي وقال ألا تفتكر قصة "بئس أخو العشير" يا خالد أي انه أراد أن يُكحلها فعماها فنط الحتيرشي وقال: أما أنا فإنني أعرف شخصا ممن إذا رأيتهم تُعجبك أجسامهم وأن يقولوا تسمع لقولهم، ولكن أفعاله تتبدل أمام المصالح الدنيوية فهو يركض لها حتى لوكانت في جدة أم الرخاء والشدة فقد سمع أن شخصاً قد رشّح نفسه لموقع رياضي فطار خلفه وطلب منه أن يستعين به في حالة فوزه بهذا الموقع فيُعينه مسؤولا ثقافياً في إدارته مقابل ان يُعطيه صوته في الانتخابات وعاهده على ذلك ثم وصلت معلومات لهذا المخلوق تُفيد أن الكفّة ليست في صالح من عاهده فحوّل صوته إلى الاتجاه المعاكس وصوّت للمرشح الآخر لعل وعسى ان يجد لنفسه موقعاً جميلاً مع المرشح صاحب الحظ الأكبر وترك الآخر اي بعد أن عاهد غدر. وهنا تدخل الحساني وقال يا اصدقاء إن الصفات التي تحدثتم عنها لا تكون إلا في منافق والعياذ بالله فإن وجدت في شخص فعلينا أن ننصحه قبل كل شيء وندعو له بالهداية لأن المنافقين في الدرك الأسفل من النار وعليكم ألا تغتروا بالصور والأجسام ومظاهر الصلاح لأن الله لا ينظر إليها ولكن ينظر إلى القلوب وهادي هي القفلة ومسك الختام يا شباب! والحمد لله الذي عافانا.