إن الباحث والدارس للجمعيات والمنظمات اليهودية في الولاياتالمتحدة يجد أمامه عددا كبيرا منها يصعب الإلمام بجميعها من كثرة عددها وتفرعها وتشعبها، من هنا ندرك كيف وأن سياسة الولاياتالمتحدة لاتكون في يوم من الأيام والحالة هذه في إنصاف العرب والفلسطينيين، والمشكلة أمامنا الآن غزة محاصرة أكثر من ثلاث سنوات، وتعرض الأطفال والشيوخ إلى مهالك يصعب وصفها ويطول ذلك، وكنا نأمل أن الدماء الزكية التي سفكت في أسطول الحرية تكون سببا في إنهاء الحصار، إلا أن النقاش الدائر بين كبار الساسة في العالم قد خيب الآمال، بالرغم من أن شعوب العالم تنادي بفك الحصار واسرائيل تواصل فرضه وذلك لأن حماس تضرب المستوطنات اليهودية بالصواريخ، فيحرمون على الشعب المحتل أرضه والمشتت في جميع أنحاء العالم والذي يدافع عن أرضه وعرضه وماله، يحرمون عليه المقاومة ويحرصون على حياة مواطني المحتل الإسرائيلي والذي لايوجد لمواطنيه أي انتماء إلى فلسطين، لأنهم جمعوا وأتي بهم من جميع بلدان العالم، وطرد الشعب الفلسطيني صاحب الأرض من أرضه ويريدون منه أن يرفع الراية البيضاء ليكملوا ترحيل البقية الباقية من هذا الشعب المظلوم. فحينما احتلت فرنسا من قبل النازيين نجد أن معظم دول أوربا ساعدت فرنسا في مقاومة المحتل، واعتبر الجنرال ديغول من الأبطال الذين ساهموا في تحرير فرنسا من المحتل، في حين أن الفصائل الفلسطينية المتبنية مبدأ المقاومة نجد أن حكومة الولاياتالمتحدة وضعتها في قائمة الإرهابيين، فأي شخص أو فصيل يقاوم من أجل تحرير أرضه ووطنه من المحتل الغازي الأجنبي يعتبر في نظر العالم الغربي إرهابيا، وحتى الذي يساعد المجاهدين والمقاومين يلاقي عداء قويا من العالم الغربي وعلى رأسه الولاياتالمتحدةالأمريكية ودول العالم الكبرى الخمس، فهذا مثل إيران أمامنا سبب معاداة الغرب لها، هو مساعدتها للمقاومة في فلسطين ولبنان لا من أحل برنامجها النووي، لأن برنامجها النووي مراقب من قبل الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وشرحنا في مقال سابق أن الإسلام يحرم استعمال القنابل النووية في الحرب، من هنا ندرك أن العالم الغربي غير منصف وأنه ظالم يريد أن يمنعنا من المقاومة ومقدساتنا وأهلنا في القدس وفي فلسطين يهجرون قسرا وتهدم منازلهم ويطردون منها ويقيمون مكانها مستوطنات لليهود، وأي دولة إسلامية تريد مساعدتهم تلاقي عداء سافرا من قبل الدول الغربية وعلى رأسهم الولاياتالمتحدةالأمريكية، وهذا راجع إلى كره الغرب للإسلام والمسلمين، بالإضافة إلى تغلغل الجمعيات والمنظمات اليهودية الصهيونية في الولاياتالمتحدة وفي العالم الغربي. فطالما أن البحث يشمل الولاياتالمتحدة فإني سوف أبرز فيما يلي المنظمات والجمعيات الهامة اليهودية والصهيونية إضافة إلى ماشرح سابقا وهي كالتالي: 13) المجلس الاستشاري القومي لعلاقات الجماعة اليهودية: ويرجع تأسيسه إلى عام 1944 ليكون جهة منسقة لمجالس العلاقات لإحدى عشرة منظمة يهودية أمريكية على المستوى القومي و 108 مجلس على المستوى المحلي، وقد أسست هذه المجالس في الثلاثينيات من أجل الدفاع عن الأقليات اليهودية ومساعدتهم في التعليم، وهو يقوم بدور فعال للتنسيق وتحديد الاختصاصات لدى المنظمات السالف ذكرها بالقضايا السياسية وعلى الأخص تجاه دولة إسرائيل وتجاه الجاليات اليهودية في الولاياتالمتحدة وله دور فعال كجماعة ضغط لدى الكونغرس والمحاكم الفدرالية لصالح دولة إسرائيل والجاليات اليهودية في الولاياتالمتحدة. 14) مجلس الاتحادات اليهودية وصناديق خدمات الرفاه الاجتماعي: يرجع تأسيسه إلى عام 1932 وكان هدفه هو تنسيق نشاط 200 اتحاد يهودي والذي يخدم 800 تجمع يهودي في الولاياتالمتحدة وكندا، ويقوم بجمع التبرعات لتقديم خدمات خيرية واجتماعية للجماعات اليهودية في الولاياتالمتحدة وبعد قيام دولة إسرائيل سنة 1948 أضحى يمتد نشاطه ليخدم دولة إسرائيل ويقدم لها الحظ الأوفر من المبالغ المتجمعة لديه من التبرعات التي يجمعه من اليهود وغير اليهود في الولاياتالمتحدة. 15) المجلس اليهودي الوطني لخدمات الرفاه الاجتماعي: ويرجع تأسيسه لعام 1917 ويهدف إلى تنسيق أنشطة المراكز الاجتماعية اليهودية في أنحاء الولاياتالمتحدة ويتركز نشاطه في جمع التبرعات وإعانة اليهودي الملتحقين بالجيش الأمريكي وبعد قيام دولة إسرائيل امتد نشاطه إلى مساعدة جنود الجيش الإسرائيلي. 16) المؤتمر اليهودي الأمريكي: يرجع تأسيسه إلى عام 1918 ويهدف إلى مساعدة الجماعات اليهودية في الولاياتالمتحدة ودولة إسرائيل وهو يهدف أيضا إلى نشر الصهيونية ومبادئها بين اليهود وغير اليهود، ومعظم أعضائه هم من المهاجرين اليهود الذين أتوا من شرق أوربا ويبذل جهدا كبيرا في الدفاع عن الجاليات اليهودية وخاصة مايطلقون عليه اليهود بمعاداة السامية. وإلى اللقاء في الحلقة القادمة. فاكس 8266752