إن الهدف من سلسلة مقالات كيف تحكم أمريكا هو إبراز الجماعات اليهودية الضاغطة على الإدارات الأمريكية وبالتالي على حكومات العالم لكي يتعرف القارئ الكريم أن هذه الجماعات أخذت تتنامى مع مرور الزمن وتحسن قبضتها على معظم الإدارات الأمريكية المتعاقبة، وأن عهد الرئيس السابق ايزنهاور قد ولى على غير عودة إذ استطاع في عام 1956 أن يضغط على إسرائيل وبريطانيا وفرنسا بأن تسحب جيوشها من مصر إبان العدوان الثلاثي الغاشم، ومنذ ذلك التاريخ أخذ الصهاينة يتسلطون على المراكز الرئيسية في جميع الولايات بالإضافة إلى تنامي نشاط الجماعات اليهودية الضاغطة كما رأينا في الحلقات السابقة وما ستبرزه الحلقات اللاحقة، إضافة أنها سوف تبرز نشاطهم وتملكهم لوسائل الإعلام ودورهم في تضليل الرأي العام الأمريكي وتوجيهه حسب الوجهة التي يرغبونها سواء كان هذا في الصحافة أو القنوات التلفازية أو محطات الإذاعة أو دور السينما أو دور النشر، من هنا يتحتم علينا ولمساعدة أي رئيس أمريكي كأوباما مثلا أن نضغط نحن بوسائلنا كعالم إسلامي على مصالح الولاياتالمتحدةالأمريكية حتى يمكن لأي رئيس أمريكي أن يمسك بالعصا من الوسط، ونحن رأينا كيف وأن الرئيس الأمريكي قد وعد بإيقاف الاستيطان في القدس والضفة الغربية وأنه لم يستطع أن يوف بوعده وذلك نتيجة لما يواجهه من ضغوط في داخل البيت الأبيض ومن الجماعات الصهيونية الضاغطة، ورأيناه كيف وأنه جدد العقوبات على سوريا متهما أياها بأنها تهدد الأمن القومي الأمريكي، ويقصد بها دولة إسرائيل، وأن من يهدد أمن دولة إسرائيل فإنه يهدد أمن الولاياتالمتحدةالأمريكية، ورأينا كيف وأن إسرائيل والصهيونية العالمية نفذوا أحداث الحادي عشر من سبتمبر وأتقنوا تنفيذها وألصقوا التهمة بالقاعدة تمهيدا لتنفيذ مآربهم ومن ضمنها تجفيف منابع التبرعات إلى قطاع غزة والضفة الغربية، وقد تمكنوا من ذلك، ويجب علينا أن لانقف مكتوفي الأيدي أمام النفوذ الصهيوني المتزايد وأن لا نتخلى عن أهلنا في فلسطين، وعن مقدساتنا فيها، وبالأمس القريب حرقوا مسجدا في نابلس وذلك لجس النبض لكي يروا ردة فعل المسلمين تجاه هذا الحادث تمهيدا لهدم المسجد الأقصى وإقامة هيكل سليمان المزعوم، والرسول صلى الله عليه وسلم يقول: (المسلم للمسلم كالجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر أعضاء الجسد بالسهر والحمى). ونحن نرى يوميا كيف وأن أهلنا في فلسطين يعانون أشد المعاناة من المحتل الإسرائيلي سواء بالقتل أو السجن أو التجويع أو الضرب أو الطرد من فلسطين إلى الأردن، ونحن لانحرك ساكنا وأقل شيء نقدمه أن نتبرع لفلسطين كما سلف ذكره في المقال السابق، ودعنا نتعرف على بقية الجماعات الصهيونية الضاغطة في الولاياتالمتحدة ونبدأ: 1/ بناي بريث (أو أبناء العهد). تعتبر بناي بريث من أقدم الجمعيات والمحافل الماسونية المعاصرة، وهي تعتبر ذراع من أذرعتها الهدامة، وهي كمثيلاتها من الجمعيات الماسونية السالف ذكرها أنها تقتصر في أعضاءها على اليهود فقط وهي تهدف إلى خدمة الصهيونية في الولاياتالمتحدة وفي جميع أنحاء العالم ويرجع تاريخ تأسيسها إلى 13-10-1843 حينما حصل اليهودي الألماني هنري جونز على ترخيص بقيام هذه الجمعية في نيويورك وقد قام بضم عشرة أعضاء إليها في بادئ الأمر، وهي تهدف إلى أن يكون لها وجود في فلسطين، وقد كان أول محفل لها برز بين عامي 1865 و 1888 وقد اعتبرت اللغة العبرية هي اللغة الرسمية داخل المنظمة، وإذا أردنا أن نتعرف على أبرز شخصياتها فهم: ناحوم سوتولوف، ودزنكوف، وحايم نغمان، ودفيد بلين، مائير برلين، وحايم وايزيمان، وجاد فرامكين، وهم الذين قاموا بتأسيس مستعمرات صغيرة في فلسطين، وكانت أول نواة لدولة إسرائيل هي مستعمرة موتا التي أقاموها بالقرب من القدس في عام 1894م. وإلى اللقاء في الحلقة القادمة فاكس 8266752