نشر صحفنا المحلية مؤخراً خبرا عن تعميم وزارة الشؤون الإسلامية والاوقاف والدعوة والارشاد بعنوان منع ائمة المساجد من تجاوز أربعة مكبرات للصوت وقد حذرت الوزارة المؤذنين من تجاوز هذه التعليمات، وقد أثير حول هذا الموضوع نقاشات عديدة في الصحف المحلية، فئة طالبت بخفض مكبرات الصوت ومعاقبة المؤذنين، وفئة ايدت الاجراءات التي اتخذتها الوزارة للحد من مخالفات بعض المؤذنين ممن يرفعون مكبرات الصوت بطريقة مزعجة، وفئة طالبت بأن يكون صوت الاذان مرتفعاً في بعض المساجد البعيدة عند الاحياء السكنية وخفض الصوت في المساجد الواقعة داخل الأحياء السكنية، وهنا وددت المشارركة برأيي المتواضع عن هذا الموضوع، قلت مستعيناً بالله،هل قضية رفع مبكرات الصوت في المساجد تستحق هذه الضجة الإعلامية التي افسحت لها بعض الصحف المحلية مساحات وجعلت منها قضية يتناولها كل من هب ودب، ثانياً هل قضية رفع مكبرات الصوت في المساجد تعتبر قضية دينية أم سياسية أم شخصية ابتكرها بعض المؤذنين في المساجد، ثالثاً لماذا تركت وزارة الشؤون الإسلامية هذه القضية تثار عبر الصحف المحلية بين وقت وآخر دون أن تضع حداً لمن يحاول استغلال هذه القضية وكأن الوزارة غير معنية بهذه القضية واصبح كل شخص يدلي بدلوه في هذه القضية، واين رأي العلماء والمشايخ عن هذه القضية، إن مشكلة رفع مكبرات الصوت في المساجد لم تكن قضية في الماضي ولم يشتكِ منها الصحابة عندما كان يرفع الاذان بل كان الرسول صلى الله عليه وسم عندما يضيق صدره يقول ارحنا يا بلال بالصلاة اي الاذان فمن ينزعج من صوت يتعالى في المساجد يذكر المسلمين بدخول وقت الصلاة يدعو المسلمين الى التهيئة للصلاة ولذكر الله، كنت اتمنى أن تناقش الصحف المحلية قضية المطالبة بأن يكون صوت المؤذنين من الاصوات الجميلة التي ينجذب لها المصلون لا مناقشة قضية محسومة في الاسلام والشرع، لذلك فهنا أود ان اسأل وزارة الشؤون الإسلامية ان لا تلتفت لمثل هذه القضايا التي لا تجدي منها المناقشة عبر الساحة الاعلامية ، واتمنى من كل غيور على دين الاسلام ان يناقش القضايا التي تمس المجتمع والعقيدة، فهناك قضايا اسلامية تحتاج منا الى وقفات ومعالجات غفل عنها كل قلم صريح وجرئي، وهناك قضايا تواجه الائمة والمؤذنين تستحق منا طرحها الطرح العلمي الرزين، تحية للجهود التي تبذلها وزارة الشؤون الإسلامية من اجل نشر الدعوة الاسلامية والعناية بالمساجد ورعايتها، وتحية لكل مؤذن وإمام يلتزم بالانظمة والتعليمات المقررة من ولي الامر في هذه البلاد، وتحية لكل امام ومؤذن يمارس دوره الدعوي في حث المسلمين على الالتزام بالصلاة والحضور مبكراً في المساجد ، وتحية لكل مؤذن وإمام يجعل مسجده منارة علم يتخرج منها الشباب، شكراً لكل عالم وداعية يبذلون جهوداً من اجل احقاق الحق وانصاف المظلوم ونشر الدعوة بالطريقة الصحيحة والسليمة. أخيراً ندعو الائمة والمؤذنين إلى أن يلتزموا بنظام الوزارة الذي يطلب بخفض مكبرات الصوت عند الاذان والإقامة والصلاة. *خاتمة: من لا يعرف كيف يصمت لا يعرف كيف يتكلم المدينةالمنورة ص.ب 2263 [email protected]